بعد عملية تضليل واسعة النطاق قامت بها المواقع الإخوانية التي لا يشاهدها أحد سواهم، تداولت أنباء عن إفلاس إحدى الشركات السياحية المملوكة للملياردير المصري سميح ساويرس. هذه الأنباء تم استغلالها من قبل الجماعات الإخوانية لنشر الفوضى والإيحاء بأن الشركات المصرية تعاني من الإفلاس، في محاولة للتشكيك في قدرات الاقتصاد المصري. ولكن الحقيقة أن هذه الشركة هي ألمانية وتعتبر من أكبر شركات السياحة في أوروبا.
إشاعات ومغالطات
حاولت الجماعات الإخوانية تصوير إفلاس الشركة على أنه دلالة على انهيار الاقتصاد المصري، متجاهلين أن هذه الشركة تعمل في عدد من دول العالم ولديها آلاف الموظفين في مختلف البلدان. في الواقع، الإفلاس في عالم المال والأعمال أمر معتاد حتى للشركات العالمية، وهو ما أشار إليه العديد من الخبراء الاقتصاديين. وتجدر الإشارة إلى أن شركة واحدة فقط لسميح ساويرس قد أشهرت إفلاسها، في حين أن عشرات الشركات الأخرى التي يملكها تواصل العمل بنجاح في عدة مجالات حول العالم.
تفاصيل الإفلاس
نشرت مجلة فوربس عربية تقريرًا إخباريًا كاملاً عن إفلاس ثالث أكبر الشركات السياحية في أوروبا، المملوكة بنسبة 75% لرجل الأعمال المصري سميح ساويرس. وقد طلبت شركة مجموعة “إف تي آي” (FTI Group) إشهار إفلاسها أمام محكمة ميونيخ الإقليمية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن مصير الشركة.
أسباب الإفلاس
ترجع أسباب تقديم طلب الإفلاس إلى تراجع الطلب على خدمات الشركة وإصرار العديد من الموردين على الحصول على دفعات مقدمة لم تعد الشركة قادرة على توفيرها. وابتداءً من 4 يونيو/حزيران، أصبح يتعين على الشركة إما إلغاء جميع الرحلات أو إكمالها جزئيًا فقط، مما يؤثر على الآلاف من المسافرين في بداية موسم مزدحم بالسفر. وفقًا لصحيفة “Die Zeit” الألمانية، قد يتأثر ما يصل إلى 65 ألف مسافر بتوقف عمليات الشركة.
ردود الفعل
قالت وزارة الخارجية الألمانية إن صناعة السياحة وصندوق تأمين السفر سيهتمان بإعادة السياح المتضررين ودعمهم، وستقدم الدعم القنصلي إذا لزم الأمر لضمان عودتهم آمنين. في حين ذكر متحدث باسم وزارة المالية الألمانية أن الحكومة بحاجة إلى دراسة تأثير الإفلاس على المساعدات التي قدمتها للشركة خلال الوباء، مشيرًا إلى أن استرداد المطالبات المعلقة سيكون ضئيلًا.
وضع الشركة وأعمالها
تعمل مجموعة “FTI” في ستة أسواق رئيسية تشمل ألمانيا والنمسا وسويسرا وإنجلترا وفرنسا وهولندا، وتدير عمليات في 120 وجهة حول العالم. وتستحوذ الشركة على 15% من السوق الألماني للسياحة، كما تمتلك وتدير أكثر من 50 فندقًا، وتوظف نحو 11 ألف شخص حول العالم. في السنة المالية 2022/2023، سجلت الشركة مبيعات سنوية بلغت نحو 4.1 مليار يورو.
التأثير القانوني
وفق القانون الألماني، يُفترض إشهار الإفلاس إذا توقف المدين عن الدفع أو إذا كانت أصوله لا تغطي الالتزامات الحالية. تبدأ المحكمة إجراءات الإفلاس بدعوة الدائنين لتقديم مطالباتهم وتعيين مدير مؤقت للإفلاس. تشمل الأصول المملوكة لحوزة الإفلاس تلك التي كانت تحت تصرف المدين عند بدء الإجراءات وأي أصول يكتسبها لاحقًا، وينتقل الحق في إدارة هذه الأصول إلى مدير الإفلاس.
خلاصة
إفلاس مجموعة “FTI” يعد جزءًا من الديناميكية العادية في مجال المال والأعمال ولا يعكس بأي حال من الأحوال ضعف الاقتصاد المصري. يجب على المتابعين توخي الحذر من الأخبار المضللة التي تسعى لإحداث البلبلة وتشويه الحقائق، وفهم السياق الأوسع للأحداث الاقتصادية العالمية. ورغم إفلاس الشركة، فإن سميح ساويرس لم يفلس، بل على العكس، ثروته تزداد كل دقيقة مع استمرار نجاح عشرات الشركات الأخرى التي يملكها حول العالم.