في الفترة الماضية صدر كتاب عنوانه «ديجيتال ديتوكس- إدمان الجيمينج والاستخدام المفرط للشاشات والسوشيال ميديا»، والكتاب كتبه اثنان من المتخصصين في العالم الرقمى وعلم النفس؛ الأستاذان رهام عوض جرجور والدكتور ماجد عزمى.
والكتاب صادر عن دار إنسباير للنشر والتوزيع، وهو يحوى ٣٤٢ صفحة من القطع المتوسط.
وديجيتال ديتوكس أي عملية نزع السموم الرقمية.
الكتاب يناقش الإدمانات الرقمية وكيفية التخلص منها. فمن ضمن التعريفات لكلمة إدمان في المعاجم والقواميس المختلفة: أدمن الشىء أي لم يقلع عنه. أدمن الشىء أي أدامه ويديمه ومداوم عليه وملازمه ولا ينفك عنه.
والتعريف العلمى للإدمان يقول إنه اضطراب سلوكى عصبى بيولوجى، وله أبعاد جسدية ونفسية واجتماعية. وهذا التعريف ينطبق تماما على العالم الرقمى وخاصة فكرة الملازمة وعدم المفارقة للسلوك المرتكز عليه الإدمان، سواء جيمينج أو سوشيال ميديا أو غيرها من التكنولوجيا الرقمية كأجهزة أو سلوكيات.
ومن هنا تأتى ضرورة أن يحدد المرء لنفسه فترة زمنية معينة ينقطع خلالها تماما عن استخدام الأجهزة الرقمية مثل الموبايل والتابلت والكمبيوتر، كنوع من أنواع الصوم الرقمى وبعدها يعود لحياته الطبيعية وقد حظى بقسط من الراحة للذهن ولأصابع اليد من الجيمينج والكتابة.
وكما توجد أهمية كبيرة للإنترنت واستخداماته المختلفة فإن هناك الكثير من الأضرار التي لا يمكن إنكارها، فجيل الإنترنت يقف على الخطوط الأمامية في الحرب ضد الأمراض النفسية حيث شهد العالم ارتفاعا غير مسبوق في نسب الاكتئاب والانتحار لدى المراهقين ابتداء من عام ٢٠١١ تحديدا، وهذا ليس في الغرب فقط وإنما في مصر والدول العربية أيضا.
ونظرا لأن هناك فوائد جمة لاستخدام الشاشات فإن الإفراط في استخدامها وإدمانها يؤدى إلى عواقب وخيمة؛ لذا ينصح مؤلفا الكتاب بأنه من سن الولادة وحتى سنتين لا يجب استخدام الشاشات نهائيا، ومن سن سنتين حتى تسع سنوات لا يجب استخدام الشاشات أكثر من نصف ساعة فقط يوميا، وابتداء من تسع سنوات يمكن زيادة وقت استخدام الشاشات إلى مدة أقصاها ساعتان يوميا، وتجاوز الساعتين لسن أصغر من تسع سنوات يعتبر إدمانا واستخداما مفرطا للشاشات.
هذا فضلا عن أن هناك مشكلات عضوية تصيب الإنسان نتيجة استخدامه المفرط للشاشات؛ حيث أصبحت الأجهزة الإلكترونية نظرا لصغر حجمها أقرب إلى أجسادنا بذبذباتها والأشعة الصادرة عنها، فقربها من أجسادنا ومن العين والوجه مع كثافة الاستخدام اليومى ضاعف من أضرارها بصورة تفوق التخيل.
ومن النصائح الهامة التي يقدمها الكتاب لعلاج الإدمان الرقمى أن تمنع موبايلك من أن يناديك وذلك يحدث بالبدء بوضعية «صامت» لكل التطبيقات على الموبايل، وعدم السماح لأى لايك أو شير أو أي حدث يحدث داخل الفيسبوك أو تويتر أو واتساب أو
إنستجرام أن يناديك.
أسكت جميع التطبيقات وكن أنت الملك، عندما يتسنى لك الوقت يمكنك أن تجلس بتركيز وتفتح بمحض إرادتك التطبيق الذي تريده وأنت تختار ما الذي تعطيه اهتمامك وما الذي تتجاهله.
كذلك من المهم أن ترتدى عزيزى القارئ ساعة عادية وليس سمارت؛ كى لا يكون لديك حجة للنظر إلى موبايلك بهدف معرفة الوقت، أما موبايلك فهو في حقيبتك بعيد عن أنظارك وبعيد عن اهتمامك؛ لأن انتباهك وتركيزك وتفكيرك يجب أن توجه لأمور أكثر أهمية في يومك وعملك ودراستك وأسرتك.
إنها بعض النصائح للتغلب على الإدمان الرقمى واتقاء شر سمومه.. فهل من مجيب؟!.