وصلا بحلمهما إلى القمة فى بواكير أعمالهما، أو شبابهما، وتطلعا إلى السماء، وكان النجاح من نصيبهما، وبدآ معا فى تحقيق حلم الكثيرين منا.. حلم المصريين بالعالمية فى كل مجالات حياتهم (السياسة، والاقتصاد، والاجتماع، وقبلها الفن، والثقافة)، حيث حققه الزوجان أيمن الأمير، وندى رياض اللذان لم يفوزا بجائزة فى مهرجان «كان» وحدهما، بل فزنا جميعا معهما، أو هكذا أحسسنا.
لقد حدث ذلك فى الفيلم التسجيلى «رفعت عينى للسما» الذى حمل بنات الصعيد المغامرات، والمبدعات اللاتى ينتمين لقرية البرشا بمركز ملوى فى محافظة المنيا إلى العالم، وهو قصة مثيرة تعلمنا أنه ليس هناك مستحيل مادام هناك صبر، وعمل، وإبداع، وحلم، فمن يمتلك هذه الصفات (كل فريق عمل الفيلم يمتلكونها) يصل إلى ما يريد ويحققه، وتراه، وتسمعه الدنيا، بل تُبهر به، وتعطيه جوائزها القيِّمة، وتقديرها المادى، والمعنوى، حيث أبدعت المخرجة، والممثلة ندى رياض، وزوجها أيمن الأمير، المخرج، ومطور الأفلام، فى اختيار قصة من أعماق مصر (ريفها)، بل (صعيدها).. قصة حية حقيقية، حيث مجموعة من الفتيات يعملن على اختيار الفلكلور الشعبى الصعيدى من خلال مسرح الناس (الشارع)، ولا يسألن الناس فقط، ويقدمن فنا مبدعا، بل يعملن كذلك، ويحققن آمالهن، ويسلطن الضوء على القضايا الصحيحة لهن، وتحويلها إلى أصوات متحركة (سينما، ومسرح)، مثل الزواج المبكر، والعنف الأسرى، ويبدعن فنا محببا للجميع.
إننى عندما سمعت قصة الفيلم، نظرت، ونظرت مصر كلها، مع فريق عمله إلى السماء، فنحن حين نتمنى شيئا نرفع أعيننا إلى السماء بالدعاء، ومؤكد أن الله سوف يستجيب، ويجعل بلدنا مصر، تحت الضوء، وملء السمع والبصر، وها هو «رفعت عينى للسما» الفيلم المصرى التسجيلى يفوز بجائزة مهرجان (كان) أهم المهرجانات السينمائية العالمية، ليضع ٦ فتيات مصريات، مبدعات، ومغامرات فى مكانهن الصحيح، تحت الضوء العالمى، وفى القمة، ويحمل معهن المخرجين الزوجين الشابين إلى العالمية فى بواكير أعمالهما، لنقول للعالم إن هناك سينما، وفنا فى مصر كلها.. مبروك لفتيات البرشا العالميات، وللمخرجين، والسينما المصرية الشابة على هذا العمل العالمى.