متابعات ـ إيهاب السيد
طالبت الأمانة العامة لـ جامعة الدول العربية بضرورة الوقف الفوري والدائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وضمان نفاذ المُساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات أهالي القطاع، والبدء فوراً ودون تأخير في جهود إعادة إعمار القطاع المُهدّم وفتح أُفُق تحقيق السلام العادل والدائم والشامل، القائم على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلّة منذ 1967، وتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو لسنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر بيان صحفي صادر عن الأمانة العامة ل جامعة الدول العربية (قطاع فلسطين والأراضي العربية المُحتلة) ، أن اليوم يوافق الذكرى السابعة والخمسين، لاحتلال إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) الأراضي الفلسطينية والعربية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، والجولان العربي السوري، وما تلاه من احتلال لأجزاء من جنوب لبنان، والذي يستمر لما يزيد على الخمسة عقود منذ عام 1967، في عدوانٍ سافر وانتهاكٍ صارخ لميثاق الأمم المُتحدة ولمبدأ عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
وأضاف أن تداعيات تلك الحرب العدوانية الإسرائيلية تستمر بتكريس إسرائيل احتلالها العسكري الاستيطاني الاستعماري والإحلالي، مُتنكّرةً لمبادئ وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتُمعِن في تصعيد اعتداءاتها ضد الشعب الفلسطيني باستهداف وجوده على أرضه وحقوقه ومُقدّساته ومواصلة عمليات التهجير القسري المنهجي، وابتلاع المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات وعزل المُدُن والقُرى وتنفيذ جرائم قتل يومية ومُتعمّدة.
وأوضحت أن ذكرى “النكسة” هذا العام، تأتي في ظل حرب عدوانية تدميرية تشنّها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) منذ ثمانية أشهر مضت ضد الشعب الفلسطيني وخاصةً في قطاع غزة، يتعرّض خلالها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في القطاع لكافة صنوف الجرائم التي ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، من قتل جماعي وتجويع وتعطيش وتدمير لكافة مقوّمات الحياة على مرأى ومسمع العالم بأسره، حيث وصل عدد الشهداء لأكثر من 36 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث استُشهد أكثر من 15 ألف طفل و10 آلاف من النساء بالإضافة إلى 5 آلاف مفقود من النساء والأطفال، مع تدمير حوالي 80% من مباني القطاع ليُصبح مكاناً غير صالح للحياة والعيش.
وتابع البيان أنه في الضفة الغربية المُحتلّة، بما فيها القدس الشرقية، تستمر سياسة الاستيطان والقتل والاعتقال وهدم البيوت وتدنيس المُقدّسات المسيحية والإسلامية، واستمرار استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان والجولان العربي السوري المُحتلّ، واستمرار العدوان والسياسة الإسرائيلية المُمنهجة في فرض الأمر الواقع القسري ورفض الانصياع لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وفي مُقدمتها قرارًا مجلس الأمن رقم 242 لسنة 1967 و338 لسنة 1973 بضرورة إنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلّة منذ 1967، وإمعانها في عرقلة كافة جهود تحقيق السلام القائم على رؤية حلّ الدولتين وإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق مُقررات الشرعية الدولية ومُبادرة السلام العربية.
ولفتت الأمانة العامة إلى أنه في هذه الذكرى ومع استمرار آلة الحرب والتدمير الإسرائيلية، تُطالب الجامعة العربية المُجتمع الدولي، وبشكلٍ خاص مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته وإنفاذ قراراته ذات الصلة.
ورحبت الأمانة العامة بالمواقف الإيجابية والبنّاءة من كافة الدول والشعوب المُحبّة للسلام والتي أكدت على انتصارها لقيم الحرية والعدالة والإنصاف للشعب الفلسطيني، وخاصةً تلك الدول التي اتّخذت قراراً بالاعتراف بدولة فلسطين التزاماً وتمسّكاً بحل الدولتين، مطالبة الدول التي لم تتخذ بعد هذا القرار بسرعة اتخاذه، والذي يُمثّل رافعة للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
وأكدت الجامعة العربية تضامنها ودعمها للشعب الفلسطيني في مسيرة كفاحه دفاعاً عن أرضه ووطنه ومُقدّساته بدعمٍ من أمّته وأحرار العالم، لافتة إلى استمرار التزام الأمّة دولاً وشعوباً بقضيتها المركزية، القضية الفلسطينية، ودعمها لنضال الشعب الفلسطيني العادل لتحقيق الحرية والاستقلال وتجسيد دولته المُستقلة على أرض ترابه الوطني وعاصمتها القدس.