في ضوء الأحداث الأخيرة، تناول اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق، مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية، مسلطاً الضوء على التحديات والمتغيرات التي قد تؤثر على هذه العلاقات. على الرغم من رحيل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث سقوط طائرته قرب حدود أذربيجان،
أشار رشاد إلى أن العلاقات بين مصر وإيران لن تتأثر بشكل كبير بهذا الحدث، مؤكداً على أن التعاون العسكري بين البلدين غير مطروح في الوقت الحالي.
تأثير حادثة رئيسي على العلاقات الثنائية
عقب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث غامض، استبعد اللواء رشاد وجود شبهة جنائية في هذا الحادث. وأوضح: “لو صح ذلك، ستكون هناك مهزلة إذا تمكنت إسرائيل أو غيرها من الوصول إلى طائرة رئيس دولة بحجم إيران”.
ولفت إلى أن حوادث سقوط المروحيات قد تحدث في أي وقت وأي مكان، خاصة في ظل التقلبات الجوية والظروف المناخية المتغيرة. وأشار إلى أن الطائرة التي سقطت كانت قديمة ومستهلكة، مما يزيد من احتمالية حدوث خلل فني أدى إلى الحادث.
إيران دولة مؤسسات: الاستقرار رغم غياب الرئيس
وفيما يتعلق بتأثير غياب رئيسي على الدولة الإيرانية، أكد رشاد أن إيران تُعد دولة مؤسسات، ولن تتأثر بغياب شخص معين، مهما كانت مكانته. وبيّن أن النظام الإيراني يمتلك العديد من الشخصيات القيادية القادرة على ملء الفراغ الذي تركه رئيسي، مما يضمن استمرار سياسات الدولة دون تغيير جوهري. وأوضح أن الموقف الإيراني سيظل ثابتاً، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي والعلاقات مع إسرائيل والغرب.
وأشار إلى أن إيران، بفضل بنيتها المؤسسية القوية، قادرة على الحفاظ على استقرارها الداخلي وسياستها الخارجية رغم التحديات. وأضاف رشاد أن رحيل رئيسي لن يغير من موقف إيران الثابت تجاه برنامجها النووي، الذي يمثل أحد أهم الملفات على الساحة الدولية، وكذلك علاقاتها المعقدة مع إسرائيل والغرب.
مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية: عودة مرتقبة
وفيما يخص مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية بعد غياب رئيسي، أشار رشاد إلى أن هناك توجهاً نحو إعادة العلاقات بين البلدين بشكل رسمي.
وأوضح أن الفترة المقبلة قد تشهد تطورات إيجابية في هذا السياق، مؤكداً أن العلاقات بين مصر وإيران كانت تتجه نحو التحسن خلال فترة رئاسة رئيسي. وأعرب عن تفاؤله بأن العلاقات ستستمر في التحسن، رغم التحديات.
ورغم الضغوط التي تتعرض لها مصر من جانب الولايات المتحدة لعدم إعادة العلاقات مع إيران، أشار رشاد إلى أن هذه الضغوط لن تؤثر بشكل كبير على القرار المصري. وذكر أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، قد أعادت علاقاتها مع إيران، مما يقلل من تأثير هذه الضغوط على مصر. وأوضح أن العلاقات بين مصر وإيران تتجه نحو الاستقرار والتحسن، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.
التعاون المستقبلي: التركيز على الجوانب الاقتصادية والثقافية
وعن احتمالية عودة العلاقات العسكرية بين مصر وإيران، استبعد رشاد ذلك في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن التعاون العسكري بين البلدين غير مطروح حالياً. وأوضح أن التركيز سيكون على تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية، وهي المجالات الأكثر احتمالية للتطور في المرحلة القادمة.
وأكد رشاد أن التعاون الاقتصادي يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للتنمية بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك العديد من المجالات التي يمكن لمصر وإيران التعاون فيها، مثل التجارة والصناعة والطاقة. وأعرب عن تفاؤله بأن العلاقات الاقتصادية ستشهد نمواً كبيراً في الفترة المقبلة، مما سيساهم في تعزيز الاستقرار والازدهار في كلا البلدين.
كما أشار إلى أن التعاون الثقافي يمكن أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين المصري والإيراني.
وأوضح أن هناك العديد من القواسم المشتركة بين الثقافتين المصرية والإيرانية، مما يمكن أن يسهم في تعزيز العلاقات الثقافية وتبادل الخبرات والمعرفة.