ما بين كلمتي “الإلهام والإيهام” هو فرق في حرف قد استحال من اللام إلى الياء، ولكن في الأثر والمعنى، فالمسافات شاسعة، والفوارق بارزة ، والروابط تنقطع، والمتشابهات تنعدم، ويكون السجع المنطوق وهماً، والمعنى المفهوم إفكاً ..
أن نُلهم، فذاك فضل من الله، قد فاض به علينا مما كسبنا من معارف وخبرات وعلوم، وما ترسخ في أذهاننا من قراءات وبحث وتدبر، وما طُبع في وجداننا من نُسخ الحقائق وتنسيقها في سياقات مُكتملة ومترابطة ..
وأن نُوهم فذاك شر كبير، قد اكتسبته النفوس من آثار أمراضها، والخلل في تلقي المعلوم المُطلق، ولجهل استقر في العقول، تصاحبه غياب لحواس اكتشاف المعرفة والحقيقة ..
وفي كل الأحوال، فإن الإلهام يصنع الجمال ويصيغ العدل ويُقر السلام .. والإيهام يصنع اللغط ويصيغ المؤامرة ويُقر العداء .. وما بين ياء الإيهام و لام الإلهام تُجاهد النفوس السويّة من أجل الحق والحب والسلام .