القوات المسلحة تنتصر للوطنية الجامعة… كيف نقراء تهنئة الجيش بعيد القيامه

في مشهد يحمل دلالة عميقة على ثوابت الدولة الوطنية، جاءت تهنئة الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، لقداسة البابا تواضروس الثاني بمناسبة عيد القيامة المجيد، لتؤكد من جديد أن القوات المسلحة لا تزال الحصن الأمين للوحدة الوطنية، والحاضن الصادق لتنوع مصر الديني والثقافي.

في وقتٍ تغيب فيه التهاني الرسمية من بعض مسؤولي الدولة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء، الدكتور مصطفي مدبولي ، ورفضه اعتبار عيد القيامة عيدا رسميا ، وهو الأمر الذي يحجب الاعترافات الرمزية التي تكرّس المواطنة الكاملة، تخرج المؤسسة العسكرية ببرقية محبة ووفاء، ليست مجاملة بروتوكولية، بل تأكيد على إدراك عميق لهوية هذا الوطن، التي لا تكتمل دون حضور الأقباط، إيمانًا وعطاءً وتاريخًا.

وتزداد رمزية هذه التهنئة أهمية، في ظل قرارٍ صدر مؤخرًا عن المملكة الأردنية الهاشمية باعتبار “عيد القيامة” عيدًا وطنيًا رسميًا يُحتفل به ويُعطى فيه عطلة رسمية، بما يعكس تطورًا واعيًا في إدراك الدولة لدورها في احتضان جميع مكوناتها الدينية.

رسالة الجيش: لا فرق بين من يدافع عن تراب الوطن في الزي العسكري، ومن يرفعه بالصلاة والمحبة والصدق من على منبر الكنيسة.
ففي البرقية، التي عبّرت عن “اعتزاز القوات المسلحة بمواقف البابا الوطنية المخلصة”، يبرز التقدير المتبادل بين قيادة عسكرية تؤمن بالشراكة الوطنية، وقيادة روحية تعمل على تعزيز السلام الداخلي، وتُشعل في النفوس مشاعل الأمل.

التهنئة لم تكن مجرد كلمات، بل هي خطاب دولة حقيقي، قاله الجيش حين صمت آخرون. وهي تؤكد أن الهوية المصرية لا تتجزأ، وأن عيد القيامة هو عيد وطني بامتياز، لأنه عيد المصريين الذين يؤمنون أن الوطن ليس شعارات، بل قيم ومبادئ تُجسّد بالاحترام، والاعتراف، والمساواة.

وفي النهاية، حين تُهمل بعض مؤسسات الدولة واجبها الرمزي والوطني، يظل الجيش المصري، كعهده، حاضرًا بمواقفه التي تُعيد التوازن، وتُطمئن القلوب، وتبعث برسالة خالدة: نحن حماة الجميع… مسلمين ومسيحيين، بلا تفرقة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى