وزاد عدد سكان مصر بأكثر من (50 ألف نسمة) خلال أسبوعين فقط، ليقفز من (105 ملايين و95 ألف نسمة)، يوم السبت 24 يونيو 2023 إلى (105 ملايين و146 ألفًا) السبت 8 يوليو!!
عدد المواليد فى المحروسة خلال الفترة من أول أكتوبر 2022 إلى 3 يونيو 2023 بلغ نحو (1.392 مليون مولود)، بمتوسط يومى 5683 مولودًا، و237 مولودًا كل ساعة، بينما بلغ متوسط عدد المواليد كل دقيقة نحو 4 مواليد، بما يعنى مولودًا كل 15 ثانية تقريبًا.
«أفواه وأرانب» فيلم مصرى، من إخراج هنرى بركات، إنتاج 1977، كان صرخة مبكرة فى وجه الأرانب فاغرة الأفواه، تتغذى على المستقبل، نهمة لا تشبع أبدًا.. ولاتزال تهدد مخططات التنمية، يومًا قريبًا سنتفرغ فحسب لسد جوعتها، المصريون يستهلكون 250 مليون رغيف ساخن يوميًا.. مصر ثالث أكبر مستورد للقمح عالميًا.
وقت إنتاج الفيلم الاستثنائى – سبق عصره – سجل عدد سكان مصر قفزة هائلة كانت تُنذر بعواقب وخيمة، بلغ عدد السكان وقتها 36.6 مليون نسمة، قبل أن يتضاعف العدد إلى 72.8 مليون نسمة عام 2006، ثم إلى 98 مليون نسمة عام 2018، ليصل يوم السبت 8 يوليو نحو 105 ملايين نسمة، وكان قد سجل نهاية الأربعاء (22 يونيو 2022) نحو 103.5 مليون نسمة.
الفيلم (الصرخة) بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وطيب الذكر محمود ياسين وفريد شوقى، وتدور أحداثه حول «نعمة» (فاتن حمامة) التى تعيش مع شقيقتها الكبرى وأسرتها المكونة من زوجها السكير «عبدالمجيد» (فريد شوقى) وأولادهما التسعة، «عبدالمجيد» يعمل فى السكة الحديد ولا يكفى أسرته «عيش حاف»، ولكنه يخلف «عيال» ويرميهم فى الشارع كقنابل موقوتة ستنفجر فى وجوهنا حتمًا.
أرقام المواليد فى المحروسة مفزعة، تُنذر بكارثة وطنية، تجاوزنا وصف الأزمة، فى الأزمة تكون هناك القدرة على التدخل ودرء آثارها، بينما فى الكارثة فحسب يكون التدخل لتخفيف الآثار الناجمة عنها، بالمسكنات وبرامج تنظيم الأسرة، الأزمة قد تتطور عندما لا نعترف بوجودها ولا نتعامل معها بالشكل السليم ستتحول إلى كارثة، والكارثة تولد المزيد من الأزمات التى نعانيها الآن.
سمّها ما شئت، وتخفف فى الوصف حتى لا يغضب أصحاب العيال، والحقيقة مصر بهذا المعدل المنفلت فى الزيادة السكانية مقبلة على كارثة محققة، علمًا الساعة السكانية ذات الأرقام الحمراء ليست للفرجة، والإشارة حمراء فى طريق المطار، ولكنها ناقوس خطر يدق عاليًا، لينذر قومًا، فهم غافلون.
أخشى سنصل يومًا إلى أرقام تفوق قدرة الدولة على الاستيعاب، أخشى ستجوع الأرانب، مواردنا محدودة، والرقعة الزراعية تتزايد بالتيلة، استصلاح أراضى المستقبل جدُّ مكلفة، وتوليد فرص العمل بشق الأنفس، ومتوالية الجوائح والحروب تحش وسط الاقتصاد الوطنى وتعجزه عن توفير أسباب الحياة الكريمة للسواد الأعظم.
صيغة «أفواه وأرانب»، والأب «عبدالمجيد» المغيب عن الوعى تمامًا، مغيب عن صرخات «نعمة» الفصيحة، بُح صوتها ولا مجيب، أخشى «لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادى»، فوق الخيال زيادة 50 ألف نسمة فى 15 يومًا، نحو 25 ألف نسمة فى أسبوع، أقرب لتحضير قنبلة سكانية ستنفجر فى وجوهنا جميعًا.