بداية الغموض
في خضم أحداث نهاية عام 2022، ومع حلول الظلام على محافظة الجيزة، ظلت مديرية الأمن تعمل بلا كلل لملاحقة مجرم خطير أرهب المنطقة بسرقة المواد البترولية. كانت الأجواء مشحونة بالترقب والقلق، خاصة بعد القبض على تشكيل عصابي ضم ستة أفراد، لكن الحكاية لم تنتهِ بعد.
عودة الشبح
“فريج”، اسم رعب كل من يعرفه. تجاوز الأربعين من عمره، نصفها قضى بين بؤر الإجرام، هاربًا من ملاحقة الأمن وعائلات تطارده للأخذ بالثأر. استقر به الحال في الظهير الصحراوي بين الواسطى ببني سويف وأطفيح بالجيزة، حيث أعاد إشعال فتيل جرائمه البترولية.
الإبلاغ والتكتيك
منذ حوالي أسبوعين ، تجدد الحديث عن سرقات البترول في الجنوب، مما استدعى اهتمام رئيس مباحث أطفيح الذي استدعى مفتش فرقة الشرق، مدركًا لخطورة الأمر. تم الكشف عن تورط أشقاء “فريج” في القضية القديمة، مما دفع العميد محمد مختار، رئيس مباحث قطاع الجنوب، لإصدار تعليماته الصارمة بمتابعة النشاط الإجرامي بدقة وحذر.
خلية النحل الأمنية
في الطابق العلوي من مبنى المباحث، عقد المقدم محمد مختار اجتماعًا حاسمًا مع معاونيه الخمسة. كانت الخطة واضحة: مراقبة دقيقة، جمع معلومات مكثف، وتوزيع مهام محكم لضمان عدم إفلات “فريج” من قبضتهم. انطلق النقيبان طلعت مجاهد وعبدالله شاهين في مهمة دقيقة لجمع المعلومات ومراقبة تحركات المشتبه به، بينما تابع النقيب ماهر عادل شبكة علاقاته.
التصعيد الدرامي
في الوقت ذاته، كانت التعليمات الصادرة من اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية، واضحة: تضييق الخناق دون لفت الانتباه. تحريات دقيقة كشفت أن “فريج” ليس مجرد لص بترول، بل أحد أباطرة تجارة السلاح والمخدرات. هذا المجرم ذو الصيت الشهير كان يحمل أحكامًا متعددة، أبرزها السجن المؤبد في قضايا خطيرة.
ساعة الصفر
بناءً على تقرير مفصل، حصلت الفرقة الأمنية على الضوء الأخضر من اللواء محمد الشرقاوي، مدير مباحث الجيزة، لتنفيذ عملية القبض على “فريج”. بدأت العملية بحذر وسرية، حيث توجهت مأمورية خاصة لمكان اختبائه. كانت اللحظات مشحونة بالتوتر، حتى بادر “فريج” بإطلاق النار محاولًا الفرار، لكن الشرطة كانت مستعدة.
المواجهة النهائية
اندلعت معركة حامية الوطيس بين الشرطة و”فريج”. كانت السماء تشتعل بنيران الأسلحة، لكن بفضل التخطيط المحكم، تمكنت القوات من السيطرة على الموقف. أصيب “فريج” بطلقة في ذراعه، وأُلقي القبض عليه وبحوزته ترسانة من الأسلحة الثقيلة.
نهاية المطاف
انتهت هذه العملية بنجاح القوات الأمنية في السيطرة على واحد من أخطر المجرمين في المنطقة، مؤكدين على كفاءتهم وجاهزيتهم لحماية المجتمع من أي تهديد. تظل هذه العملية شاهدًا على شجاعة وإصرار رجال الأمن في مواجهة أخطر التحديات، وسطروا بذلك فصلاً جديدًا في كتاب مكافحة الجريمة.