في ندوة احتفالية بالذكرى الستين لتحويل مجرى نهر النيل، أكد المهندس رشدي عطية، نائب رئيس جمعية بناة السد العالي، على أهمية مشروع بناء السد العالي باعتباره “المعلم الأكبر لجيلنا”. تحدث عطية عن التحديات الكبيرة التي واجهتها مصر في تلك المرحلة التاريخية الصعبة، وكيف تحول مشروع السد العالي إلى مدرسة للتعلم والتحدي، حيث استجاب الجيل الجديد للتحدي وسافر إلى أسوان لتحقيق حلم بناء السد.
وأوضح عطية أن تجربة بناء السد العالي علّمتهم العديد من القيم والمبادئ، وأن كل من التحق بمدرسة السد العالي شعر بتحول إيجابي في حياته. جاءت تصريحات عطية خلال ندوة افتتحها المستشار هاني عبد الوهاب، المشرف الإداري بمركز إبداع بيت السحيمي، برئاسة الدكتور بلال الشيخ، وتحت رعاية صندوق التنمية الثقافية، في إطار الاحتفال بالذكرى الستين لتحويل مجرى نهر النيل، ضمن فعاليات “صالون ذاكرة الوطن” الذي يديره الكاتب والمؤرخ محمد الشافعي.
في كلمته الافتتاحية، أشار الشافعي إلى أن السد العالي يمثل انتصارًا للإرادة المصرية، وأن تجربة بنائه خلقت ما يُسمى “روح السد”. كما أكد على أهمية هذا المشروع باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية المصرية.
وشارك في الندوة مراد جاتين، مدير المراكز الثقافية الروسية في مصر، الذي أكد على أن السد العالي هو رمز الصداقة المصرية الروسية، وأعرب عن فخر روسيا بمشاركة مهندسيها مع نظرائهم المصريين في بناء هذا الصرح العظيم. وأضاف جاتين أن الصداقة المصرية الروسية مستمرة من خلال مشروع جديد وهو محطة الضبعة النووية، حيث يعمل آلاف المهندسين الروس والمصريين معًا لتحقيق هذا الهدف الجديد.
كما تحدث شريف جاد، الأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية، معبرًا عن شكره لوزارة الثقافة المصرية لرعايتها الاحتفالية، واعتبر ذلك تعويضًا عن غياب وزارتي الكهرباء والموارد المائية والري. أكد جاد أن الاحتفال بالسد العالي أصبح ظاهرة شعبية، حيث يدرك المصريون عظمة هذا المشروع الهندسي الذي يُعد من أعظم إنجازات القرن العشرين، مشيرًا إلى قدرة المصريين على تحقيق الإنجازات الكبرى. كما شدد جاد على أهمية تعليم الأجيال الجديدة عن هذا التاريخ والأجواء التي صاحبته، مشيدًا بدور الشركاء الروس في تحمل كافة الصعوبات خلال العمل لمدة عشر سنوات مع المصريين لتحقيق هذه المعجزة.
اختتمت الاحتفالية بعرض غنائي موسيقي قدمته فرقة النيل للآلات الشعبية، التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والذي استعرض تراث الفن الشعبي المصري، ليكون ختامًا مميزًا لهذه المناسبة الوطنية.