العدمية فى الاستخدام الشائع، يشير المصطلح عمومًا إلى أشكال العدمية الوجودية، والتى بموجبها تكون الحياة دون قيمة أو معنى أو غرض جوهرى. ورفض جميع الآراء المعيارية والأخلاقية، ورفض جميع المؤسسات الاجتماعية والسياسية.
العنوان أعلاه، وأنا استفدت إيه؟!، سؤال عدمى نكتبه مجددًا، العدمية تمحق كل منجز، وكل شىء والعدم سواء، وهذا مناخ سيئ يعكر المزاج العام، سحابات العدم تغشى الأبصار، لا ترى الشمس فى كبد السماء.
«وأنا استفدت إيه؟»، حساب الاستفادة نسبى، وشخصى، وحسب موقعك من الإعراب، وتخيل مصر لاتزال تختنق فى مساحة الـ8% التى ورثناها عن الفراعنة وتزرع فحسب 3 ملايين فدان، ولم تخرج إلى الصحراء بمزارع ومصانع ومدن حديثة.
تخيل القاهرة وعواصم المحافظات محاطة بالعشوائيات، تكاد تزهق أنفاسها، تخيل أهلك وناسك عايشين فى القبور (مدن الموتى) وتحت رحمة صخور الجبل، وفى جُبّ القمامة، لا يرون شمسًا ولا قمرًا ولا حتى الحق فى «حياة كريمة».
وتخيل حجم البطالة التى حتمتها عودة المصريين الشقيانين من أقطار شقيقة ضُربت بالفوضى والإرهاب، واحتوتها المشروعات القومية الضخمة التى كلفتنا الكثير من مؤنة الحياة.
لك أن تتخيل، قبل أن تبخ سمًا فى آنية الطعام أمام أولادك، وبعيدًا عن خيالك، مستوجب على الحكومة بعض من الخيال لشرح ما خفى على الناس من جدوى المشروعات القائمة، والتفاعل المباشر مع قضايا جماهيرية تقض مضاجع الناس، كالأسعار وجشع التجار!!.
مستوجب توفير وجهة نظر حكومية بسيطة ومعتبرة فى كامل المخططات لجمهورية جديدة، وإتاحة خارطة طريق واضحة، وإشاعة قدر طيب من الطمأنينة فى ملفات بعينها.
الحاجة ملحة للتواصل العاجل مع جمهرة المصريين، والإجابة عن شواغل المواطنين الذين اهتبلتهم وسائل التواصل الإلكترونى بجملة أخبار مشوهة منقوصة الدسم المعلوماتى، شوهت الوعى الجمعى، فصار البعض يهرف فى الطرقات «وأنا استفدت إيه؟» بعدمية فاسدة.
إزاء حملة عدمية طالت جملة مشروعات تطوير البنية الأساسية، وتسفيه البناية الكبيرة، وتقزيم الإنجاز، وتصدير عوادم فيسبوكية من عينة «وأنا استفدت إيه؟»، وركوب سلم الأولويات، والفتيا بغير علم ولا اطلاع على دفتر الأحوال، المصريون يزيدون ربع مليون نسمة كل خمسين يومًا!!.
محاولات مستميتة لعكس التيار العريض للشارع المصرى الواثق فى غده فى الاتجاه المعاكس لخطط الدولة للتنمية المستدامة، كمشروعات الطرق والكبارى ومزارع الشمس فى أسوان، وحقول القمح فى غرب المنيا، و«حياة كريمة» فى القرى والعزب والنجوع الفقيرة.
منه لله جزار المونوريل، حتى المواصلات الحديثة محل جدال، وكذا تطوير حديقة الحيوان.
مطلوب عاجلًا ومستدامًا رفد الحوار المجتمعى بمعلومات يقينية، كمزيل العرق، تُبدد كثيرًا من الروائح الكريهة فى الفضاء الإلكترونى.
مطلوب الإجابة على الأسئلة المطروحة، وليست عويصة، بالمعلومات فى حدود ما هو متاح، ما يعطى إشارة لا لبس فيها إلى أن الحوار المجتمعى «فريضة واجبة»، لتحصين محصول الدولة من الآفات الضارة.
خلاصته: كما برعنا فى تشييد الكبارى وخطوط المواصلات وصلًا بين جهات الوطن الأربع، مطلوب شبكة كبارى حوارية للوصل مع الشارع، وإقامة جسور لحوار وطنى شعبى بعيدًا عن الترهات العدمية، لتنتفى تمامًا مقولات بغيضة على طريقة «وأنا استفدت إيه»؟!.