متابعات هاني فريد
توقع العميد السابق لكلية الدراسات الدولية بـ جامعة بكين والخبير في العلاقات الدولية “جيا تشينج جوه”، أن العلاقات الثنائية بين الصين و الولايات المتحدة ستكون أكثر تصادمية إذا أعيد انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلفًا لجو بايدن.
وقال “جيا” -في تصريحات لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية- إن الصين في الوقت الراهن لديها قنوات اتصال مفتوحة مع إدارة بايدن لبحث القضايا الشائكة بين البلدين، موضحًا أن آلية مجموعة العمل الحالية بين البلدين سمحت لهما بمعالجة خلافاتهما، لكن “ترامب” يمكن أن يفرض سياسات أكثر صرامة منها التحديات المحتملة بشأن مبدأ صين واحدة.
وكان “بايدن” قد أضاف تعريفات جمركية بقيمة 18 مليار دولار على المنتجات الصينية لحماية العمال الأمريكيين وتعزيز التصنيع في الداخل وهي السياسات التي يأمل أن تساعده على إعادة انتخابه، ووصف “جيا” هذه الخطوة بأن لها معنى سياسي أكثر من جوهرها.
وأضاف “جيا”، أن بعض الإجراءات التي أعلنها بايدن مؤخرًا تبدو قاسية لكنها في الواقع لم تمثل جزءًا كبيرًا من التجارة بين الصين والولايات المتحدة.
وقد أدانت الصين بشدة الإجراءات الأمريكية وقالت إنها ستؤدي إلى تعطيل التنمية الخضراء العالمية، وهي العملية التي تلعب منتجات الطاقة النظيفة الصينية دورًا رئيسيًا فيها، ولكنها لم تتبعها بإجراءات انتقامية فورية.
وقال “جيا”: “أعتقد أن هناك تفاهمًا ضمنيًا بين الجانبين بشأن هذه القضية، بالطبع ستحتج الصين لكن ليس إلى الحد الذي يؤدي إلى بدء حرب تجارية”.
لكنه قال إنه إذا أعيد انتخاب “ترامب”: “فستكون هناك بالطبع بعض الشكوك الجديدة”، فالجزء الأخير من إدارة ترامب قبل أربع سنوات تحدى سياسة صين واحدة، كما طرح المسؤولون في إدارته أفكارًا حول سياسات أكثر صرامة تجاه الصين، وقال “جيا”: “إذا كان لأفكار هؤلاء المسؤولين تأثير كبير على سياسات ترامب، فإن العلاقة بين الصين و الولايات المتحدة ستصبح علاقة تصادمية للغاية، وستشهد تدهورًا جديدًا واسع النطاق”.
وعلى الرغم من أن الصين حذرت الولايات المتحدة مرارًا من تجاوز “الخط الأحمر” بشأن تايوان لأنها جزء من الصين، إلا أن سفير ترامب السابق لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا جيمس جيلمور قال في وقت سابق من الشهر الجاري “إن ترامب سيكون داعما ل تايوان إذا أعيد انتخابه”.
وأكد “جيا” أنه: “ليس هناك مجال كبير أمام رئيس تايوان الجديد لاي تشينج لمواصلة استقلال تايوان، لأنه مقيد من جميع الجوانب، أحدهما من البر الرئيسي الذي زادت قوته وقدرته على احتواء استقلال تايوان، والثاني هو أن بايدن أكد بشكل متزايد -على الأقل خلال فترة إدارته- على الحاجة إلى بناء حواجز حماية بين الصين و الولايات المتحدة والالتزام بسياسة صين واحدة لذلك سيفرض أيضًا قيودًا معينة على لاي تشينج”.