متابعات ـ هاني فريد
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الإثنين، أن المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين يواصلون ارتكاب أعمال عنف وتخريب ضد شاحنات المساعدات التي تمر عبر الضفة الغربية مع إفلات شبه كامل من العقاب، مما منع وصول الغذاء إلى قطاع غزة في الوقت الذي تحذر فيه المنظمات الإنسانية من أن القطاع يغرق بشكل أعمق في المجاعة.
وأوضحت الصحيفة- في تقرير، أوردته على موقعها الإلكتروني- أن مجموعات من شباب المستوطنين يقومون بتتبع قوافل الإغاثة، وإقامة نقاط التفتيش، واستجواب السائقين، وفي بعض الحالات، قام مهاجمون من اليمين المتطرف بنهب وإحراق الشاحنات وضرب السائقين الفلسطينيين ، مما أدى إلى نقل اثنين على الأقل إلى المستشفى.
ورأت الصحيفة، أن أعمال العنف والتخريب، التي ترتكب مع إفلات شبه كامل من العقاب، تثير شكوك حول مدى استعداد القوات الإسرائيلية لكبح جماح المستوطنين المتطرفين وحماية الفلسطينيين، كما أنه يتحدى ادعاء الحكومة الإسرائيلية بأنها تبذل كل ما في وسعها لضمان تدفق المساعدات إلى غزة، حيث تدهور الوضع الإنساني بسرعة منذ توغل القوات الإسرائيلية في مدينة رفح الجنوبية.
وتابعت أنه تحت ضغط من الولايات المتحدة، فتحت إسرائيل معبر (ترقوميا) في الضفة الغربية، في وقت سابق من هذا الشهر، أمام شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة من الأردن والشركات الفلسطينية التي تصدر المواد الغذائية، حيث تمر الطرق المؤدية إلى المعبر عبر بؤر استيطانية إسرائيلية على قمم التلال، مشيرة إلى تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن مسألة افتتاح معبر (ترقوميا)، في 13 مايو الجاري، كانت جزءاً من الجهود لزيادة تدفق المساعدات إلى غزة، لكن إحدى القوافل الأولى القادمة من الأردن تعرضت على الفور للاعتداء من قبل المتظاهرين الإسرائيليين، الذين ألقوا صناديق الطعام على الأرض وداسوا عليها وتم إحراق عدة شاحنات.
ونقلت الصحيفة عن فهد عرار، صاحب الشحنة قوله، إن الحمولة البالغة 30 طنا من السكر كانت في الواقع متجهة إلى مدينة سلفيت الفلسطينية في الضفة الغربية، وإن السائق نجا دون أن يصاب بأذى، لكن الجيش الإسرائيلي لم يسمح له بإعادة تحميل البضائع، وبدلاً من ذلك، قام الجنود بإزالة الأكياس بجرافة ودمروها، وقدر خسائره بنحو 30 ألف دولار.
وأضاف عرار: “وقع الهجوم أمام الجيش”، وقال السائق إن الجنود لم يفعلوا شيئاً لوقفه.. من جهته لم يعلق الجيش الإسرائيلي على الحادث لكنه أرسل بيانا أكثر عمومية قال فيه إنه يعمل في الضفة الغربية “بهدف تفريق المواجهات بين المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين” حتى وصول الشرطة.
ووفقا للصحيفة، لم تستجب الشرطة الإسرائيلية، المسؤولة إلى حد كبير عن تطبيق القانون عندما يرتكب مواطنون إسرائيليون جرائم، لطلبات متعددة للتعليق.
وكشفت الصحيفة، عن أن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، شعر بالغضب إزاء استهداف المستوطنين شاحنات المساعدات، وتدرس الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على الأشخاص المتورطين في الهجمات، وفقًا لمسؤول أمريكي كبير تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
ونقلت عن جماعات إنسانية قولها إن غزة تعيش أحلك ساعاتها بعد نحو ثمانية أشهر من الحرب، وأن أكثر من مليون فلسطيني نزحوا هذا الشهر بعد أن بدأت إسرائيل هجومها على رفح الفلسطينية وأغلقت أهم المعابر البرية في القطاع أمام المساعدات، كما قال برنامج الأغذية العالمي مؤخراً، إن الجزء الشمالي من الإقليم يعاني بالفعل من “مجاعة شاملة”، وحذر مسؤولو الإغاثة من أنها تنتشر جنوباً.
وأضافت الصحيفة، أن التصعيد الإسرائيلي دفع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى إعلانه، الأسبوع الماضي، بأنه يسعى لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، بما في ذلك استخدام “تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب”.