اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، اليوم الأحد، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومكتبه، بالوقوف خلف فيديو نشره أحد جنود الاحتياط من غزة، يدعو فيه للتمرد على وزير الحرب يوآف غالانت. وفي اتصال مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، قال لابيد: “في تاريخ الأمم، هناك حالات دعت فيها المعارضة إلى الفوضى، لكن هنا ولأول مرة في التاريخ تدعو الحكومة عمداً إلى الفوضى”.
وأضاف لابيد أن نشر نجل نتنياهو، يائير، والصحفي بالقناة 14 المقربة من نتنياهو، ينون ماغال، للفيديو على الإنترنت، يؤكد أن هذا هو موقف مكتب رئيس الوزراء. وأوضح لابيد أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي يساعد في نشر رسائل ضد وزير الحرب ورئيس الأركان خلال الحرب، ويدعو للتمرد والفوضى”، مؤكداً أن “رئيس الوزراء وحاشيته همهم الوحيد هو البقاء السياسي، وإحداث الفوضى في إسرائيل”.
وفي وقت سابق من الأحد، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن الشرطة العسكرية اعتقلت جندي الاحتياط الإسرائيلي الملثم الذي ظهر في مقطع فيديو، قال فيه إنه من قطاع غزة وهدد بتمرد عسكري واسع النطاق. وقد ظهر الجندي الإسرائيلي الملثم في الفيديو مهدداً بتمرد عسكري في حال قرر وزير الحرب يوآف غالانت إدخال السلطة الفلسطينية لغزة، أو الانسحاب من القطاع، مما دفع الجيش لفتح تحقيق في الحادثة.
تداول الفيديو المثير للجدل نجل رئيس الوزراء يائير نتنياهو على حسابه بمنصة “تلغرام”. وعلقت صحيفة “هآرتس” العبرية بأن “ما قاله المتحدث في الفيديو إلى جانب نشره من قبل يائير نتنياهو، قد يشكل جريمة جنائية تتعلق بالفتنة ونشر الفتنة، والتي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة خمس سنوات”. كما نقلت الصحيفة عن متحدث الجيش الإسرائيلي، دون تسميته، قوله: “السلوك الموثق في الفيديو هو انتهاك خطير لأوامر وقيم الجيش الإسرائيلي، ويشكل شبهة ارتكاب جرائم جنائية”، مضيفاً أن رئيس النيابة العسكرية أمر بفتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية في الواقعة.
وأكد المتحدث أن “نظراً لخطورة الحادث، وجه رئيس الأركان هرتسي هاليفي بإجراء حوار مع الجنود والقادة على كافة المستويات”.
وفي سياق متصل، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم 233 على التوالي، بمساندة أميركية وأوروبية. وتقوم طائرات الاحتلال بقصف محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين، وتدميرها فوق رؤوس ساكنيها، ومنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. وأسفر العدوان المستمر على غزة عن ارتقاء 35 ألفاً و903 شهداء، وإصابة 80 ألفاً و420 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.