كتب سام داغر تقريرًا في جريدة بلومبيرج يتحدث عن التحديات التي تواجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ويلخصها في الآتي:
1. تعزيز السلطة داخليًا
يُركِّز الأمير محمد بن سلمان على الاستقرار داخل السعودية ويفضل جذب الأصوات المخالفة بدلاً من استخدام القوة القاهرة.
2. إدارة الاقتصاد
- تحديات رؤية 2030: تطبيق أجندة رؤية 2030 لتحويل الاقتصاد السعودي بالاستثمار في مجالات متعددة مثل السياحة والسيارات الكهربائية وأشباه الموصلات.
- تمويل الخطط: تواجه السعودية تحديات في تمويل خطط التحول الاقتصادي الضخمة بسبب تذبذب أسعار النفط وتردد المستثمرين الأجانب.
3. الدبلوماسية الدولية
- العلاقات مع جيران الخليج: مواجهة تحديات في العلاقات مع دول الخليج مع سعي السعودية لأن تصبح المركز المالي والاقتصادي للمنطقة.
- الشراكات الدفاعية والتكنولوجية: بينما ترغب الرياض في شراكة مع الولايات المتحدة، فإنها تعمق أيضًا التعاون مع الصين وروسيا، مما قد يؤدي إلى تعقيدات دبلوماسية.
- العلاقات مع إيران وإسرائيل: الحفاظ على التقارب مع طهران قد يتعارض مع تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
4. التحديات غير المتوقعة
- الأحداث الإقليمية: مثل هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل والصراع في غزة الذي يهدد بتقويض خططه.
تعقيب على التحديات
ردًا على التحديات التي تواجه المملكة العربية السعودية تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان، كما ورد في تقرير سام داغر، يمكن القول بأن المملكة تمتلك الرؤية والقدرة على العبور والاستجابة لهذه التحديات بفعالية، استنادًا إلى سجلها السابق في التعامل مع الأزمات والتحديات المماثلة.
1. تعزيز السلطة
الأمير محمد بن سلمان قد أظهر بالفعل قدرته على تعزيز الاستقرار داخل الأسرة المالكة وفي البلاد بشكل عام. عملية الإصلاح التي يقودها تدل على نهج متوازن يجمع بين التعاون والحزم حينما يكون ذلك ضروريًا، ورأينا كيف استطاع جمع الأسرة السعودية حوله بعد أن قرأت جيدًا تطلعه الوطني الصائب. في حال بزوغ تغيير كبير في جسم السلطة لا بد من هزات، لكن براعة القيادة السعودية وضحت في التعامل معها بل ورهن هذه التحديات للمصلحة الوطنية. السعوديون يريدون سلطة قوية، تدير مفاصل الدولة، تكافح الفساد وتعزز النمو، يريدون زعيمًا قويًا وليس زعيمًا ضعيفًا وهذا ما تحقق في وجود محمد بن سلمان الذي يستمد قوته من الإجماع الشعبي عليه.
2. تحديات رؤية 2030
على الرغم من التحديات الاقتصادية، فإن الاستثمارات الكبيرة التي تقودها السعودية في مجالات الطاقة المتجددة، السياحة، والتكنولوجيا تشير إلى أن المملكة تسير بثبات نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، ما يُظهر التزام القيادة بتحول اقتصادي شامل ومستدام. ولا مناص من التعامل مع التحديات بناءً على خطط واضحة، وكما تحدث وزير المالية محمد الجدعان حول الديناميكية الحكومية في دراسة المؤشرات والتعامل معها بمرونة، لذا لا خشية من الوصول إلى تناسب مع التحديات واحدة وراء الأخرى. ولا ننسى أن السعودية واجهت خلال إقامة مدنها الصناعية في الجبيل وينبع ما يشبه حالها الآن، والأهم أنها لم تستمع إلى التثبيط من قبل رموز صناعية دولية بل استمرت ونجحت في خلق صناعة بتروكيماوية دولية. السعودية بلد لديها مصادر ضخمة ومن حقها الاستفادة منها، ويمكن مشاهدة كيف تعاملت مع تحديات العلاقة مع الولايات المتحدة من جهة الحصول على التقنيات ويبدو أنها تقترب في نهاية الأمر من الوصول إلى ما تريده.
3. الدبلوماسية الدولية
المملكة تواصل تعزيز علاقاتها الدولية مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، وروسيا، وذلك في إطار استراتيجية متعددة الأطراف تهدف إلى تحقيق أفضل المصالح للسعودية. كما تظهر السعودية حكمة وبراعة في التعامل مع الملف الإيراني والعلاقات مع إسرائيل، فالبوصلة السعودية توازن بين مصالحها الوطنية ودورها القومي والإقليمي، لذا هي لا تندفع بل تتريث حتى تنضج ثمار الأشجار المطلة على طريقها.
4. التحديات غير المتوقعة
استجابة المملكة لأحداث إقليمية مثل هجمات حماس تظهر قدرتها على التعامل مع التحديات الأمنية بفعالية. التزام السعودية بالأمن الإقليمي واضح في استراتيجيتها للدفاع والتعاون الأمني. هي ترغب في حل شامل لقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولا تريد حلاً مرحليًا فقط لما يحدث في غزة، بل حلاً يشمل القضية بجذورها، ومسعاها يثبت نضجها وواقعيتها.
بشكل عام، السعودية تحت قيادة الأمير محمد بن سلمان تظهر استعدادًا وقدرة على التكيف والتطور في مواجهة التحديات المعقدة. النهج الذي تتبعه القيادة السعودية يؤكد على استمرارية التقدم والتطور، مع الحفاظ على استقرار وسيادة البلاد.