في تطور مثير للجدل، تكشف جريدة أبو الهول لأول مرة عن تفاصيل الدعم العسكري والمالي الذي قدمته قطر لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والمتمثل في المساهمة في بناء الجدار العازل الذي يمتد على طول الحدود مع قطاع غزة. الهدف من هذا الجدار، بحسب المصادر الإسرائيلية، هو منع تسلل عناصر حركة حماس إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
الدعم المالي القطري
كشفت مصادر فلسطينية مرموقة أن دولة قطر هي التي قامت بتمويل جزء كبير من بناء هذا الجدار، حيث دفعت 200 مليون دولار من أصل تكلفة بناء الجدار البالغة مليار دولار. وأكدت المصادر أن قطر قد قدمت هذا المبلغ في وقت كانت تقدم فيه أيضًا مساعدات مالية لحركة حماس في قطاع غزة.
أهداف الزيارة القطرية
كان وزير المالية القطري، محمد العمادي، قد زار قطاع غزة في يونيو 2017 بزعم بحث العديد من القضايا التي تخص القطاع، من بينها إعادة الإعمار وأزمة الكهرباء. ولكن الهدف الحقيقي للزيارة، وفقًا للمصادر، كان متابعة بناء الجدار الذي تقوم إسرائيل ببنائه على الحدود مع القطاع.
تكثيف عمليات البناء
بعد الدعم القطري، كثَّف الجيش الإسرائيلي من عمليات بناء الجدار الخرساني. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي استخدم معدات ثقيلة، بما في ذلك حفارات كبيرة يزيد ارتفاعها عن 20 مترًا، لتنفيذ عمليات حفر تحت الأرض بشكل شبه يومي، خاصة على الحدود الشرقية لبلدة خزاعة جنوب قطاع غزة.
تفاصيل الجدار
بدأت إسرائيل في نهاية عام 2016 في بناء جدار تحت الأرض وفوقها بطول 65 كيلومترًا، وبتكلفة قد تصل إلى مليار دولار، لمواجهة الأنفاق التي حُفرتها حركة “حماس” على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي نُفذت منها عمليات عسكرية عدة ضد مواقع الجيش الإسرائيلي خلال حرب 2014.
العلاقات العسكرية بين قطر وإسرائيل
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن هناك علاقات عسكرية تربط بين إسرائيل وقطر. وتستورد وزارة الدفاع القطرية من نظيرتها الإسرائيلية قطع غيار لمعداتها العسكرية، بما في ذلك أجهزة الرؤية الليلية والكاميرات. وأشارت الصحيفة إلى أن 75% من تصدير إسرائيل للمعدات والآلات يذهب لصالح قطر.
زيارة أميرية واتفاقيات تكنولوجية
كشفت صحيفة “كلكلست” الاقتصادية الإسرائيلية، المقربة من حكومة بنيامين نتنياهو، عن زيارة قام بها أحد أمراء العائلة المالكة في قطر، وهو خليفة آل ثاني، بتكليف من أمير دولة قطر السابق، خليفة بن حمد آل ثاني، في نوفمبر 2013. وتهدف هذه الزيارة إلى توقيع عدة اتفاقيات، على رأسها اتفاقيات تتعلق بالتكنولوجيا الحديثة أو “الهاي تيك”.
دور قطر في تدريب المتطرفين
وفي سياق متصل، أكد مدير عام المخابرات الفرنسية السابق، إيف بوني، أن جهاز الاستخبارات الفرنسية DGSI رصد منذ سنوات وجود أياد قطرية خلف سفر الشباب الفرنسي للتدريب في معسكرات تمولها الدوحة في تونس ودرنة الليبية، ومن ثم تسفيرهم لتركيا ومنها إلى سوريا والعراق.
وأضاف بوني خلال مشاركته في مؤتمر “الاستثمارات القطرية في أوروبا بين السياسة والإرهاب: فرنسا نموذجًا”، أن ضباط الاستخبارات الفرنسية رفعوا تقارير بهذا الشأن إلى متخذي القرار، لكن لم يتم التحرك، وذلك نتيجة لتوغل النظام القطري وسيطرته على الاستثمارات بحجم كبير في القارة الأوروبية، خاصة في عهد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
خاتمة
تثير هذه المعلومات العديد من التساؤلات حول العلاقات القطرية الإسرائيلية ودور قطر في دعم البنية التحتية العسكرية لإسرائيل، في الوقت الذي تقدم فيه دعمًا ماليًا لحركة حماس. كما تلقي الضوء على تأثير الاستثمارات القطرية في السياسات الأوروبية ومدى تأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة.