متابعات ـ إيهاب السيد
قالت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية إنه على الرغم من اعتراف عشرات الدول في العالم بالدولة الفلسطينية، إلا أن إعلان النرويج، اليوم الأربعاء، لاعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية يحمل أهمية إضافية إذ أنها استضافت الاجتماعات السرية في عام 1993 التي أدت إلى اتفاقيات أوسلو وهي إطار السلام الذي اقترب من حل الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ولكنها فشلت في النهاية.
وفي سياق تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني تعقيبا على اعتراف النرويج وإسبانيا وإيرلندا رسميا بالدولة الفلسطينية أشارت “نيويورك تايمز” إلى أنه بالرغم من أن النرويج تصف نفسها بأنها صديقة لإسرائيل وتربطهما علاقة طويلة الأمد ولكن منذ 7 أكتوبر الماضي عندما شنت إسرائيل هجومها العسكري على غزة أدانت النرويج بشدة سلوك إسرائيل في الحرب.
وكان وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي قد صرح في مارس الماضي بأن “استخدام إسرائيل للقوة العسكرية له تأثير شديد لا يتناسب مع السكان المدنيين ولايتماشى مع القانون الإنساني الدولي”، ودعا إلى وقف إطلاق النار.
كما استمرت النرويج في تمويل منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد أن توقفت عدة دول أخرى عن القيام بذلك في أعقاب مزاعم إسرائيل بتورط مجموعة من موظفي الوكالة في هجمات 7 أكتوبر.
وفي فبراير أدلت النرويج بشهادتها أمام محكمة العدل الدولية وأشارت إلى أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية كانت من بين أكبر العقبات أمام السلام في المنطقة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن اتفاقيات أوسلو كانت بمثابة اتفاقيات تاريخية تضمنت الاعتراف المتبادل بين حكومة إسرائيل والقيادة الفلسطينية التي تمكنت من العودة إلى الأراضي المحتلة من المنفى، وأدت الاتفاقيات أيضًا إلى تأسيس السلطة الفلسطينية التي كان من المفترض أن تكون هيئة مؤقتة تمارس حكمًا ذاتيًا فلسطينيًا محدودًا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن في عام 2000 أدت المفاوضات المستمرة نحو التوصل إلى معاهدة سلام دائمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الدولة الإسرائيلية إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية ثانية وحملة عسكرية إسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء النرويجي جوناس جار ستور اليوم “إن الاعتراف ب فلسطين هو دعم للقوى المعتدلة التي هي في موقف دفاعي في صراع طويل ووحشي”.
ووصف ستور الاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنه “استثمار في الحل الوحيد الذي يمكن أن يمنح السلام الدائم في الشرق الأوسط”، وحث الدول الأخرى على أن تحذو حذوه حتى يمكن استئناف العملية نحو تحقيق حل الدولتين.