وكتب الرئيس «السيسى» على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى: «أداء مميز وجهود رائعة تستحق كل التقدير، وكل التحية لجماهير الزمالك ولكل المصريين، ونتمنى مزيدًا من النجاح والإنجازات فى المستقبل..».
على وقتها، وصادفت أهلها، تهنئة الرئيس لنجوم الزمالك، لجماهير الأبيض، ليس بجديد على سيادته، عادته الحميدة التى يحرص عليها، يغتبط بكل انتصار مصرى حتى لو كان كرويًّا.. والتهنئة موصولة لسيادته.
يترجم الرئيس فرحة جماهير الكرة المصرية بفوز الزمالك بكأس الكونفدرالية، ليل الأحد، كانت الفرحة طاغية، لم أصادف التفافًا جماهيريًّا هكذا خلف الأبيض طوال عمرى الكروى.
بالأمس، كان الأحمر فى قلب الأبيض، والأصفر والأزرق والأخضر جميعًا، دعك من المتعصبين، المصريون جميعًا كانوا فى ظهر الأبيض حتى تحقق الفوز الغالى.
عقبال الأهلى ليلة السبت المقبل، الفرحة ستكون مضاعفة، الفرحة فرحتان، ولن تتأخر جماهير الأبيض عن مدرجات الأحمر، وفى البيوت وعلى المقاهى جميعًا سيشاهدون فوز الأهلى، ويشربون شربات الفرح فى العرس الإفريقى الكبير.
نبنى على فرحة ليلة أمس بنية أساسية كروية جديدة خلوًا من التعصب المقيت، ولتسود الروح الرياضية، وتعود الجماهير إلى المدرجات مجددًا فى غبطة وسرور.
لو يفقهون رسالة الرئيس فى تهنئته، الرئيس يشق طريقًا للمحبة بين جبال التعصب والكراهية الموروثة، يستصلح حقول الشوك، وينقى الآفات الضارة من على شجر الوطن.
تهنئة الرئيس للأبيض ترطب حرور المدرجات، وتئد فتنة كروية مستعرة، مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة، تدبروها جيدًا، وتعقلوا قوله، نكسب وطنًا تكسوه أشجار المحبة وارفة الظلال.
المصريون مفطورون على المحبة، يحبون الحب فى أهله ويمقتون الكره فى أهله، ويعالجون الكراهية بوضوء المحبة، والحمد لله المحبة تفيض على شطآن النيل، المحبة ظاهرة لا تخطئها عين حبيب، وإن تعدوا صور المحبة فى المحروسة.. لا تحصوها.
المحبة شعور إنسانى راقٍ، يقتاتها المحبون، دعوا نهر المحبة يجرى رقراقًا يروى الأرض الطيبة، المحبة تفيض على ضفاف النيل، «منسوب المحبة»، والحمد لله، مرتفع بين الأحباب (الأحمر والأبيض)، فيض المحبة يروى الأرض العطشى، والرئيس يهنئ الأبيض، أسوة حسنة، وكل أهلاوى يهنئ أخاه، جاره، عشرة العمر الجميل.
ما نسميه «الوضوء الوطنى» من دنس الكراهية، غسل الوجوه بماء المحبة، كنا نتشوق جميعًا إلى فوز الأبيض، تهنئة الرئيس «لقاح المحبة» مضاد فعال فى وأد فيروسات الكراهية المتحورة فى المدرجات تعصبًا وخروجًا عن الروح الرياضية.
فرصة وسنحت للأهلى والزمالك، ليلتقيا فى سوبر إفريقى مصرى خالص، فليعض الأهلى مثل الزمالك على الفرصة السانحة بالنواجذ، قلّما تتكرر، لرسم صورة مغايرة بهيجة للكرة المصرية تعوض ما فات.
إذا هبت رياحك فاغتنمها، فرصة سوبر مصرى، يفرح الجماهير المتعطشة للبطولات القارية والعالمية، فرصة عظيمة ليحتضن استاد العاصمة الجديدة الكبير (مفخرة الرياضة المصرية) مباراة السوبر الإفريقى، مباراة القمة، أهم قمة فى القارة السمراء والوطن العربى الكبير، ناهيك عن أنها قمة القارة السمراء.
قد أكون حالمًا، من حقنا نحلم، تخيل قمة السوبر الإفريقى هنا فى القاهرة، مفتتح فعاليات العاصمة الرياضية الجديدة، الأهلى والزمالك، الأحمر والأبيض، شيكا وأفشة، ويُدعى رئيس الاتحاد الدولى، والإفريقى، ونجوم القارة الإفريقية لحضور السوبر المصرى.
فرصة لكى تشاهد إفريقيا والعالم عظمة الكرة المصرية، وعظمة منشآتها الرياضية، التى لا يُرى لها فى القارة السمراء مثيل.