سؤال – صموئيل العشاي:
“بعد قراءة هذا السؤال الصادم، عليك الانتهاء من المقال ثم تقييمه.”
الفرضية والتأسيس
ربما يكون هذا السؤال مفاجئًا، ولكن دعني أفترض تأسيس حركة جهاد مسيحية مسلحة بقيادة المطران عطالله حنا، رئيس أساقفة القدس، الذي يدافع بشدة عن فلسطين وغزة. ومع ذلك، فإن هذا الصوت يتجاهله وسائل الإعلام العربية مثل الجزيرة وغيرها.
رفض التطرف الديني
بالطبع، أنا لا أقبل بوجود هذه الحركة المسيحية للدفاع عن فلسطين، لأنني أؤمن بأن إسرائيل هي المستفيد الوحيد من وجود أي تيار متطرف ديني. فإسرائيل تستغل ذلك لتبرير سياستها وتصوير نفسها بأنها ضحية مضطهدة عبر القرون.
وكما أنني لا أقبل بوجود حركتي حماس والجهاد، وأعتقد مع الكثيرين ومنهم قادة عرب بارزين أن هذه الأسماء اختراعات أمريكية تخدم مصالح إسرائيل. وهدف وجودها هو تبرير أعمال إسرائيل وإشاعة الفوضى في المنطقة.
خلفية تاريخية
قبل ظهور هذه الحركات، خسرت إسرائيل كافة أوراقها أمام منظمة التحرير الفلسطينية، لذا قررت الولايات المتحدة وإسرائيل اختراع حركات تحررية بأسماء دينية.
عندما تقوم هذه الجماعات بمقاومة الاحتلال أو محاولة تحرير أرضها، يصورون كأنهم إرهابيون يكرهون اليهود، وليسوا شعبًا يسعى للحرية. وهذه الأكاذيب نجحت في ترويجها عالميًا.
الحل المقترح
الحل ببساطة، من وجهة نظري، يكمن في تجميع كافة الفصائل مرة أخرى تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل هيئة قيادية متنوعة تضم النساء والرجال والمسيحيين والمسلمين والليبراليين واليساريين والمثقفين. يجب أن تعيد هذه المنظمة تشكيلها وتعمل بجد لصالح شعبها.
التوجه نحو حل الدولتين
العالم الآن على مشارف قبول حل الدولتين، ولكن في ظل وجود جماعات دينية نشطة، لن تقبل الدولة العربية بوجود دولة تنتمي لجماعة الإخوان، فهو يشكل تهديدًا للأمن القومي العربي.
الشباب المدافعون عن الجماعات الدينية
أما الشباب الذين يدافعون عن هذه الجماعات الدينية، فهم إما واهمون دون فهم للسياسة، أو يتلقون مقابل مادي لتبرير أعمالهم. علينا أن ندرك أن الدفاع عن الجماعات الدينية لا يخدم القضية الفلسطينية بل يضر بها، ويقوض الجهود الدولية المبذولة لدعم حل الدولتين وتحقيق السلام.
استراتيجية الوحدة الفلسطينية
لذلك، يجب على الفصائل الفلسطينية أن تتحد وتعمل بروح وحدة وتضافر الجهود لتحقيق أهدافها المشتركة. يجب أن تكون الاستراتيجية الفلسطينية توجهها نحو السلمية والدبلوماسية، والعمل على تعزيز التضامن الدولي مع قضيتها.
دعم المجتمع الدولي
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي للمجتمع الدولي دعم الجهود السلمية للفلسطينيين من أجل تحقيق حل دائم وعادل للصراع، وذلك من خلال دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود عام 1967 مع القدس الشرقية كعاصمة، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة.
دعم الحكومات العربية والإسلامية
علاوة على ذلك، يجب على الحكومات العربية والإسلامية تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية ودعم الجهود الدبلوماسية والسياسية للفلسطينيين، بما في ذلك استخدام كل الوسائل المتاحة للضغط على المجتمع الدولي للتصدي للاستيطان الإسرائيلي والانتهاكات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الختام
بهذه الطرق، يمكن للفلسطينيين بالتعاون مع المجتمع الدولي وبدعم الشعوب العربية تحقيق طموحهم في الحصول على حرية وكرامة واستقلال مشروعين في دولتهم المستقلة والسيادية.
ختامًا، ينبغي علينا جميعًا أن نعي أن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يعتمد على وحدة الصف الفلسطيني، وتجنب النزاعات الدينية والطائفية، والعمل معًا لتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة. عبر الوحدة الوطنية والتعاون الدولي، يمكن للفلسطينيين الوصول إلى حقوقهم وتحقيق السلام الدائم.