قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه العميقة إلى آية الله السيد علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، في أعقاب المأساة الهائلة التي حلت بشعب جمهورية إيران الإسلامية، إثر حادث تحطم الطائرة الهليكوبتر الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعدد من رجال الدولة البارزين.
وقال بوتين في رسالته: “عزيزي السيد خامنئي، أرجو أن تتقبلوا تعازينا العميقة فيما يتعلق بالمأساة الهائلة التي حلت بشعب جمهورية إيران الإسلامية وهو حادث تحطم الهليكوبتر الذي أودى بحياة فخامة الرئيس سيد إبراهيم رئيسي بالإضافة إلى حياة عدد من رجال الدولة البارزين الآخرين في بلدكم.”
وأشاد بوتين بالرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، قائلاً: “كان سيد إبراهيم رئيسي سياسياً بارزاً كرس حياته كلها لخدمة الوطن الأم. لقد تمتع بحق باحترام كبير من مواطنيه وسلطة كبيرة في الخارج. ونعتبره صديقاً حقيقياً لروسيا، فقد قدم مساهمة شخصية لا تقدر بثمن في تطوير علاقات حسن الجوار بين بلدينا وبذل جهوداً كبيرة لوصولها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.”
وأضاف بوتين: “لقد أتيحت لي الفرصة للقاء سيد إبراهيم رئيسي عدة مرات، وسأحتفظ إلى الأبد بأعز ذكرى لهذا الرجل الرائع. أرجو نقل كلمات التعاطف الصادق والدعم لعائلة وأصدقاء الرئيس الراحل وجميع الذين قتلوا في هذه الكارثة الرهيبة. أتمنى لهم وللشعب الإيراني بأكمله الثبات العقلي في مواجهة هذه الخسارة الصعبة التي لا يمكن تعويضها.”
تأتي هذه الرسالة في وقت حساس لإيران، حيث كان إبراهيم رئيسي من الشخصيات السياسية البارزة التي لعبت دوراً حيوياً في السياسة الإيرانية والدولية. شغل رئيسي منصب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان معروفاً بتفانيه في خدمة بلاده، ومساهمته في تعزيز علاقات إيران مع الدول المجاورة، وعلى رأسها روسيا.
حادث تحطم الطائرة الهليكوبتر الذي وقع في منطقة متنازع عليها بين إيران وأذربيجان أثار الكثير من التساؤلات حول ملابساته وأسبابه. في حين تظل التحقيقات جارية، تشير بعض المصادر إلى احتمال وجود أسباب تقنية أو حتى عمليات تخريبية وراء الحادث.
ومع تضارب الأنباء، يبقى المشهد السياسي في إيران تحت وطأة هذه الخسارة الفادحة، حيث يتساءل العديد عن تأثير غياب رئيسي على الساحة السياسية الداخلية والخارجية. فقد كان رئيسي يلعب دوراً محورياً في رسم سياسات إيران الإقليمية والدولية، ومن هنا تأتي أهمية رسائل التعزية والدعم التي تتلقاها إيران من قادة العالم، مؤكدة على العلاقات المتينة التي تربط إيران بدول أخرى مثل روسيا.
بوتين، في تعزيته، لم يكتف بالإشادة بالرئيس الراحل، بل أكد على استمرار الدعم الروسي للشعب الإيراني في هذه الأوقات الصعبة، مشدداً على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وقال بوتين: “مع خالص الاحترام، نؤكد على التزامنا بتعزيز هذه العلاقات في المستقبل، والعمل سوياً من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.”
وفي الختام، تظل تداعيات هذه الحادثة غير واضحة، لكنها بلا شك ستؤثر على مسار السياسة الإيرانية في المستقبل القريب، مع استمرار التحقيقات لكشف ملابسات الحادث وضمان العدالة للضحايا وتعزيز سلامة النقل الجوي في البلاد.