شهدت مصر في الأيام الماضية موجة حارة على مختلف أرجاء الجمهورية، تجاوزت الـ40 درجة مئوية، مما تسبب في تأثيرات سلبية على المناخ. وتستمر حكومة الدكتور مصطفى مدبولي ووزارة الكهرباء في تطبيق خطة قطع الكهرباء المعروفة إعلاميًا بـ”تخفيف الأحمال” مع زيادة حاجة المواطنين إلى التكييفات والمراوح والمبردات الهوائية المختلفة. وأثار هذا الوضع تساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة المسببة لزيادة الشعور بالحرارة وموعد انتهائها والحلول العملية للحد منها من قبل الحكومة.
ظاهرة النينو
وقال الدكتور تحسين شعلة، الخبير المناخي ورئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية، إن هذا الصيف سيشهد حرارة شديدة نتيجة ظهور ظاهرة “النينو” العام الماضي، والتي تصاحبها ارتفاع درجات حرارة المحيط الهادئ بمعدل نصف درجة، مما يتسبب في خلل بالمنظومة البيئية والتوازن البيئي. وتتراوح مدة هذه الظاهرة بين 3 أشهر وسنة، حيث تشهد بعض الدول جفافًا وزلازل وبراكين، بينما تشهد دول أخرى كثرة في الأمطار والفيضانات.
أسباب زيادة الشعور بالحرارة
وأرجع شعلة زيادة الشعور بالحرارة إلى الانبعاثات الكربونية مثل غاز الميثان، حيث إن الأماكن التي تكتظ بالسكان وتوجد بها انبعاثات للوقود الأحفوري من السيارات تكون مصدرًا للاحتباس الحراري. هذا يعني أن الحرارة الصادرة عن الشمس لا تخرج خارج الغلاف الجوي نتيجة لوجود طبقة عازلة من الغازات الكربونية، مما يبرر عدم وجود اختلاف ملموس بين درجتي حرارة الليل والنهار.
توقعات
وتوقع الخبير البيئي في تصريحاته “للصفحة الأولى” حدوث هزات أرضية في بعض الدول مثل البرازيل والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، وارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة حتى تصل إلى 45 درجة في ذروة فصل الصيف خلال شهري يوليو وأغسطس. ولكنه أشار إلى أنه بمجرد انتهاء ظاهرة النينو نهاية هذا العام، بحسب توقعات علماء الأرصاد الجوية، سيتحسن المناخ بشكل ملحوظ.
وأوضح قائلاً إن تأثيرات العواصف الشمسية الأخيرة نتج عنها اتساع ثقب طبقة الأوزون بمعدل يتخطى 27000 كيلومتر مربع، مع تسرب الأشعة الكونية مثل أشعة X والأشعة البنفسجية، مما يهدد بجفاف الأراضي الزراعية ويشكل خطرًا على الإنسان في حال التعرض المباشر، من أمراض جلدية تصل إلى السرطان الجلدي.
إجراءات حكومية
وناشد شعلة الحكومة ووزارة البيئة في مصر العمل على وضع قوانين وضوابط جديدة للحد من حركة السيارات التي تنتج عنها زيادة الانبعاثات الكربونية، وغلق المحلات والمصانع والمولات في توقيتات معينة، ومنع حرق القمامة. وأكد على دور المواطنين في ترشيد استهلاك الأجهزة الكهربائية غير الضرورية، مشيرًا إلى نجاح تجربة طرح 150 سيارة كهربائية بالعاصمة الإدارية بغرض استبدال الوقود بالطاقة النظيفة، مما يساهم في الحفاظ على المناخ.
وتشير البيانات المناخية إلى أن استمرار ظاهرة النينو قد يؤدي إلى تغييرات مناخية غير متوقعة، مثل زيادة العواصف الرعدية والطقس القاسي في مناطق مختلفة من العالم. وهذا يبرز أهمية اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة للحد من تأثيراتها على البيئة والصحة العامة.
تداعيات على الزراعة والاقتصاد
من المتوقع أن تؤثر هذه الموجة الحارة بشكل كبير على القطاع الزراعي في مصر، حيث يمكن أن تتسبب في جفاف المحاصيل وتقليل إنتاجية الأراضي الزراعية. ويعد هذا تحديًا كبيرًا للاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على الزراعة. ولذلك، تدعو الخبراء إلى ضرورة تطوير استراتيجيات لإدارة الموارد المائية بكفاءة وزيادة استخدام التكنولوجيا الزراعية المتقدمة للتكيف مع التغيرات المناخية.
دور المواطن في مواجهة التحديات المناخية
يتطلب التعامل مع هذه الظواهر المناخية تكاتف الجهود بين الحكومة والمواطنين. فبجانب الإجراءات الحكومية، يمكن للمواطنين المساهمة في الحد من تأثيرات الاحتباس الحراري من خلال تبني عادات استهلاك صديقة للبيئة. مثل استخدام وسائل النقل العامة بدلاً من السيارات الخاصة، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة في المنازل، وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى زيادة الوعي البيئي.
البحث
وتشير البيانات المناخية إلى أن استمرار ظاهرة النينو قد يؤدي إلى تغييرات مناخية غير متوقعة، مثل زيادة العواصف الرعدية والطقس القاسي في مناطق مختلفة من العالم. وهذا يبرز أهمية اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة للحد من تأثيراتها على البيئة والصحة العامة.
تداعيات على الزراعة والاقتصاد
من المتوقع أن تؤثر هذه الموجة الحارة بشكل كبير على القطاع الزراعي في مصر، حيث يمكن أن تتسبب في جفاف المحاصيل وتقليل إنتاجية الأراضي الزراعية. ويعد هذا تحديًا كبيرًا للاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على الزراعة. ولذلك، تدعو الخبراء إلى ضرورة تطوير استراتيجيات لإدارة الموارد المائية بكفاءة وزيادة استخدام التكنولوجيا الزراعية المتقدمة للتكيف مع التغيرات المناخية.
دور المواطن في مواجهة التحديات المناخية
يتطلب التعامل مع هذه الظواهر المناخية تكاتف الجهود بين الحكومة والمواطنين. فبجانب الإجراءات الحكومية، يمكن للمواطنين المساهمة في الحد من تأثيرات الاحتباس الحراري من خلال تبني عادات استهلاك صديقة للبيئة. مثل استخدام وسائل النقل العامة بدلاً من السيارات الخاصة، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة في المنازل، وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى زيادة الوعي البيئي.
يشدد الخبراء على أهمية الاستثمار في البحث العلمي والتطوير لمواجهة تحديات التغير المناخي. ويشمل ذلك دعم الأبحاث في مجال الطاقات المتجددة وتطوير تقنيات جديدة لتحسين كفاءة استخدام