عن الجنس والطلاق وعالم الأرواح الشريرة .. مؤلف كتاب ” علم النفس والمسيحية “

: “المشورة “يمكنها نزع لغم الطلاق إذا تمت على أسس علم النفس وليس جلسات مصالحة
كتب – جمال جورج :
لا يمكن إنكار المعلوم من الدين بالضرورة ولكن يوجد بعض الأنفاق السرية التى تدخل فى نطاق المحرمات المجتمعية رغم كونها مرتبطة بفروع الدين الإ انها ظلت فى طى الكتمان لحقب طويلة تثير رهبة لمن يسعى الإقتراب منها لكونها حفظت فى عباءه دينية الإ أن علم النفس الحديث لا يقف مكتوف الأيدى أمام أى معضله يمكنها أن تنال من المنطق والعقل البشرى أستنادا على عدم وجود حياء فى العلم ولا الدين وعندما يتلاقى العلم مع الدين فى بعض الموضوعات مثل العلاقات العاطفية والزواج و الأرواح الشريرة التى تسكن فى الأجساد ويحدث تعارض بينهما يستوجب الأمر تدخل جراحى دقيق للدمج بينهما وهو ما سعى مؤلف ” علم النفس والمسيحية” لإيضاحه خلال صفحات كتابه الجديد الذى يمثل تحديا للموروثات ودعوة صارخة للتفكير خارج الصندوق بما يتفق مع المنطق دون القبول بمسلمات معلبة .
وأنفردت ” ابو الهول” بكواليس الكتاب الشائك فى حديث مع مؤلفه الدكتور أوسم وصفى إستشارى الطب النفسى المعروف بصولاته وجولاته داخل وخارج مصر لتقديم مادة علمية مبنية على أسس معرفية بجانب كونه مؤسس “مركز الحياة للمساندة والتعافى” كماسبق و عمل مدرسا لمادة علم النفس واللاهوت بكلية اللاهوت الإنجيلية ومن تلاميذ الدكتور يحي الرخاوى و له مؤلفات متنوعة فى مجال علم النفس والأسرة منها صحة العلاقات وشخصى جدا و ما هو الحب؟ والإكتئاب و القلق وانواعه.
لماذا اخترت عنوان ” علم النفس والمسيحية ” لكتابك الجديد؟
لأنه يتناول العلاقة بين علم النفس والمسيحية ومجهودات التكامُل التي استمرت طوال القرن الماضي، وبرغم ذلك يظل الجفاء والشك ينتاب العلاقة؛ فالمسيحية (والدين عمومًا) يشعر أن علم النفس قد جاء ليحل محله، أو ليمجد الأنانية والفردانية والانحصار في النفس، وعلم النفس يتشكك بشأن كل فرضيات الأديان، وكثيرًا ما يتهمها أنها محاولات للتواكل وتخلي الإنسان عن قيامه بأدواره وتحمل مسؤولية سلوكه وعلاقاته، وإلقاءها على الغيبيات كما تُتهم المسيحية بالذات بتذكية الشعور بالذنب ولوم النفس بلا مُبررات حقيقية.
كيف يمكن المصالحة بين علم النفس والمسيحية؟
من خلال الحوار؛ فالكثير من نقاط الخلاف ناتجة عن سوء الفهم المتبادل وهذا الكتاب محاولة في هذا الاتجاه.
ما اهم محاور كتابكم الجديد والعناوين الرئيسية التى ركزتم عليها؟
يتكون الكتاب من ثلاثة أبواب. الباب الأول يتناول العلاقة مع النفس، وقضية محبة الذات في مقابل إنكار الذات، والعلاقة بالجسد، خاصّة وكتابات بولس في العهد الجديد يُمكن أن يُفهم منها تحقير الجسد، بينما لم يكُن هذا قصده مُطلقًا. أيضًا توجد فصول عن قضية المشاعر، وقضايا أخرى ساخنة مثل العلاقة بين المرض والخطية، خصوصًا في عدد من الاضطرابات السلوكية وهناك باب أيضًا عن العلاقات ومفهوم الحدود و الحقوق والأخذ والعطاء والفرق بين الخدمة المسيحية الناضجة ومحاولات السيطرة والإساءات الروحية. يوجد أيضًا باب كامل عن الزواج المسيحي وقضاياه مثل الحب والخضوع، والجنس، والطلاق.
العلم المجرد يعترف بالأمراض النفسية و المسيحية تؤمن بالأرواح الشريرة .. كيف عالجت النقيضين فى كتابك الجديد؟
تنشأ المشكلة في هذا المجال، من الحرفانية في تفسير الكتب المقدسة، وإغفال الجانب الثقافي والحضاري للمرحلة التاريخية التي كُتبَت فيها الكتب المقدسة، والعصر الحالي والفهم المحدود للروحانية و أتصور أن المفهوم الواسع للاضطراب النفسي أنه اضطراب بيولوجي، نفسي، اجتماعي روحي، يُمكن أن تفض مثل ذلك الاشتباك، رغم صعوبة ذلك.
هل يمكن أن تكون العلاقة الجنسية سببا للإنفصال بين الأزواج حتى وأن لم يصرح الطرف المتضرر بذلك صراحة؟
بالطبع يُمكن حدوث ذلك، خصوصًا أننا في مجتمعنا الشرقي المحافظ، من النادر أن نطرح قضية الجنس أو الإشباع الجنسي، أو الإساءات الجنسية أو الأنانية في الممارسة الجنسية كأسباب لمشكلات الزواج، وبالتالي الطلاق و الجنس في الزواج ليس رفاهية، لكنه يلعب أدوارًا جسدية ونفسية وروحية في الحفاظ على علاقة ’’الجسد الواحد.‘‘
هل يوجد فى الطب النفسي أمراض مزمنه لا يمكن علاجها تماما وتعتبر مثل السرطان فى الطب البشرى مثلالإضطرابات الذهانية؟
نعم، كثير من الأمراض النفسية مزمن ولا يُمكن شفاؤه شفاءًأ تامًا وإنما يمكن التعافي والوصول إلى درجات جيدة جدًا من محاصرة المرض ومحاولة التعايُش معه. لا أقول سرطان وإنما أمراض مزمنة مثل ’’السكري‘‘ لا يُمكن الشفاء التام منه، لكن يُمكن أن نحاول أن نحيا بأفضل صورة بالتعايش مع المرض والسيطرة عليه.
يتم استخدام العلاج المعرفى السلوكى cbt من قبل المعالجين النفسيين بجانب العلاج الدوائى ..فهل ظهرت انماط علاجية ووسائل احدث منها ؟
بالطبع توجد مدارس علاجية عديدة، وأنواع علاجات ظهرت حديثًا مثل العلاج الجدلي السلوكي الذي أثبت نجاحًا كبيرًا في علاج أحد التشخيصات الصعبة في الطب النفسي وهو اضطراب الشخصية الحدّي، بالإضافة إلى العلاجات الحديثة مثل العلاج بالموسيقى والرقص والفن التشكيلي، والعلاج بتقليل الحساسية وإعادة البرمجة من خلال حركة العين (EMDR) والارتجاعُ البيولوجي(Biofeedback) وهو نوع من طب العقل والجسد، هو وسيلة لجلب مليَّات بيولوجية لاواعية إلى ما تحت السيطرة الواعيَة. ويقوم الارتجاعُ البيولوجي على استخدام الأجهزة الإلكترونية لقياس والإبلاغ عن المعلومات الذهنية الواعية، مثل معدَّل ضربات القلب وضغط الدَّم والتوتّر العضلي، والنشاط الكهربائي.
مؤخرا لجأت الكنائس بمختلف طوائفها الى ما يعرف بجلسات المشورة الأسرية .. ما رأيك فيها وهل تنجح فى نزع لغم الطلاق بين الأزواج؟
بالطبع ربما تنجح، إذا كانت تتم على يد مشيرين مُدربين يتمتعون بمهارات مشورة حقيقية مبنية على أسس علمنفسية سليمة، وليس مجرد جلسات مُصالحة بطريقة ’’حب مراتك‘‘ ’’حبي جوزك‘‘ و’’ما تدخلوش الشيطان بينكم!‘‘ وهذا الكلام.
الى اى مدى يمكن أن تكون الحالة المادية سببا للانفصال ؟
من الممكن طبعًا خاصة إذا كانت لها أبعاد شخصية وعلاقاتية، مثل البُخل، أو غياب الرغبة في العمل أو بذل الجهد الضروري لسد الاحتياجات المادية الواقعية والمُتزايدة.
خلال مسيرتك الطويلة فى مجال علم النفس .. هل توصلت الى حلولا للمشاكل الزوجية التى يمكنها أن تؤدى الى الطلاق ؟
في تصوري أن كل علاقة زوجية يُمكن أن تُفتدى بشرط أن يبذل طرفاها الجهد المطلوب