إسرائيل تبحث عن انتصار زائف في رفح وتدعي العثور على ٥٠ نفق في رفح مع مصر!
مع ادعاء فريق الدفاع الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية الجمعة ١٧ مايو عن وجود 50 ممر لأنفاق تربط رفح الفلسطينية بسيناء، وبدء حسابات لشخصيات إسرائيلية نشر صور لوجود هذه الممرات داخل رفح.
لدي تعليق حول هذه التحركات والادعاءات الإسرائيلية:
🔴 أولًا: إيجاد فتحات لممرات لأنفاق تربط وفقا للادعاء الإسرائيلي رفح الفلسطينية بسيناء، لا يعني أن هذه الأنفاق تعمل، بمعني أن هذه الأنفاق ستكون قد دمرت في الجانب المصري خلال السنوات العشر الأخيرة إبان مكافحة الإرهاب، حين تم تدمير أكثر من 1500 نفق سواء بالتفجير أو الإغراق بمياة البحر.
🔴 ثانيا: مصر حين قامت بتدمير هذه الأنفاق في الأعوام الماضية لم تكن ترى سوى أمنها القومي فقط والحفاظ على سيادة حدودها وإنهاء وجود هذه الأنفاق التي استخدمت لتهريب السلاح والعناصر الإرهابية إلى سيناء.
🔴 ثالثا: فرص نشاط وتشغيل هذه الممرات منعدمة، وستكون مجرد فتحات فقط من الجانب الفلسطيني في رفح، في ظل تطهير القوات المسلحة المصرية امتداد هذه الممرات داخل الأراضي المصرية في السنوات الماضية، وفي ظل توسيع مصر المنطقة الحدودية المتاخمة لغزة لتصل إلى 5 كيلو متر.
🔴 رابعا: إسرائيل دأبت خلال الشهور الماضية لنشر ادعاءات كاذبة عن أن مصدر تسليح حماس والفصائل هو التهريب عبر أنفاق غزة مع سيناء، التي لم تعد موجودة، وتجاهلوا ما نشرته الصحف الأمريكية كنيويورك تايمز في يناير الماضي، حين أكدوا في تقرير لهم أن جزء كبير من تسليح حماس هو الجيش الإسرائيلي نفسه عبر استخدام القذائف والصواريخ التي “فشل إطلاقها” ليتم إعادة استخدامها من الفصائل في صناعة قذائفهم وصواريخهم… كما أن إسرائيل نفسها أعلنت مرارا خلال الشهور الماضية أنها دمرت ورش صناعة الأسلحة والصواريخ في مختلف مناطق قطاع غزة، وهو ما يعني أن معظم تسليح حماس تصنيع محلي وقد يكونوا استعانوا بالخبرة الإيرانية.
🔴 خامسا: إسرائيل لا تزال تسعى للتغطية على فشل كل مؤسساتها العسكرية والأمنية في توقع أو منع هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، ودفعوا جميعا ثمن سياسة تعميق الانقسام الفلسطيني من خلال سماحهم بتعظيم حماس قوتها وقدراتها العسكرية.
🔴 سادسا: التوتر الحالي في العلاقات المصرية الإسرائيلية يتصاعد في ضوء إصرار إسرائيل على تجاهل كل دعوات وقف عدوانها على الفلسطينيين العزل في غزة وانتهاكها لكل الأعراف والقوانين الدولية، وعليها أن تعي أن سلوكها العدواني القائم ورفضها وقف إطلاق النار وعدم اجتياح رفح، لن يحقق الأمن لمواطنيها، وسيمثل تهديد حقيقي على أسراها داخل غزة.
🔴 سابعا: موقف مصر القوي الرافض لأي اجتياح عسكري إسرائيلي لرفح الفلسطينية ورفض السيطرة على معبر رفح يأتي في إطار دعم مصر للقضية الفلسطينية ووقوفها ضد إي إجراء يهدم ما أفرزته اتفاقية أوسلو. ومصر لن تغير موقفها من رفض عودة التنسيق مع إسرائيل حول استئناف ادخال شاحنات المساعدات من رفح إلا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ولن تتعامل سوى مع إدارة فلسطينية وفقا لاتفاقية المعابر الموقعة في سبتمبر 2005.
الباحث محمد مرعي المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية