في اليوم الثاني من زيارته للصين، توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منطقة “هاربين”، المعروفة باسم “موسكو الصغيرة”. تقع هذه المدينة في شمال شرق الصين، وتتميز بروابط ثقافية وتاريخية عميقة مع روسيا القيصرية.
تحتوي مدينة هاربين على العديد من الآثار الروسية والكنائس الأرثوذكسية، حيث كانت موطنًا لعشرات الآلاف من الروس. استقر الكثير منهم في المدينة أثناء بناء السكك الحديدية أو لجأوا إليها خلال الحرب الأهلية الروسية في الفترة من 1917 إلى 1923.
خلال زيارته، قام بوتين بزيارة الكنيسة الروسية التاريخية، في خطوة تعكس أهمية العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين، وتسعى لتعزيز الروابط الثنائية في مختلف المجالات. تأتي هذه الزيارة في إطار سعي الرئيس بوتين لتعزيز العلاقات الدينية والثقافية بين روسيا والصين، مما يعكس عمق الروابط الأرثوذكسية في تلك المنطقة.
زيارة بوتين للأماكن الأرثوذكسية في هاربين تسلط الضوء على التراث الثقافي المشترك وتعزز التفاهم والتعاون بين الشعبين الروسي والصيني، في وقت تسعى فيه الدولتان إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات.
خلال جولته في هاربين، أبدى الرئيس فلاديمير بوتين اهتمامًا خاصًا بالكنائس الأرثوذكسية، التي تُعد رمزًا حيًا للتاريخ الروسي في الصين. من بين الأماكن التي زارها كانت كاتدرائية سانت صوفيا، إحدى أبرز الكنائس الأرثوذكسية في المدينة والتي تعد معلمًا تاريخيًا وثقافيًا يعكس تأثير العمارة الروسية.
رافقت بوتين خلال زيارته وفود دينية وثقافية روسية، حيث تبادلوا مع المسؤولين الصينيين الأفكار حول كيفية الحفاظ على هذه المعالم التاريخية وترويجها كجزء من التراث الثقافي المشترك. وقد أكد الجانبان على أهمية التعاون في مجالات الترميم والحفاظ على الكنائس والأماكن التاريخية الأخرى في هاربين.
تأتي زيارة بوتين في وقت تشهد فيه العلاقات الروسية الصينية نموًا ملحوظًا، حيث تسعى الدولتان إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك الاقتصاد، والدفاع، والثقافة. وتعد هذه الزيارة خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثقافية والدينية بين البلدين، مما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل والتعاون المشترك.
ختامًا، تعكس زيارة الرئيس بوتين للأماكن الأرثوذكسية في الصين عمق الروابط التاريخية والثقافية بين روسيا والصين، وتعزز من أهمية الحفاظ على هذا التراث المشترك. كما أنها تمثل فرصة لتعزيز الحوار والتعاون بين الثقافات المختلفة، مما يساهم في بناء جسور من التفاهم والتعاون بين البلدين.