قال لى محدثى: إن حماس التى تخوض الحرب الآن فى غزة هى الذراع المسلحة للإخوان المسلمين، ولن أنسى ما فعلته بنا تلك الجماعة، قلت: أنا مثلك ضد الجماعات الدينية التى تغلف أهدافها السياسية بغطاء من الدين، لكنى أيضا ضد أسلمة الصراع الدائر الآن فى غزة، فإسرائيل لا تستهدف حماس لكونها حركة دينية، بل لكونها حركة مقاومة، فهى تستهدف الفلسطينيين جميعا ولا تفرق بين من ينتمى لحماس ومن يعاديها، ولا تفرق بين الفلسطينى المسلم والفلسطينى المسيحى، كما لا تفرق قنابلها المدمرة بين المسجد والكنيسة، لذا فالحرب الحالية ليست حربا دينية بين المسلمين واليهود، وإنما هى حرب بين محتل غاصب للأرض وشعب يسعى للتحرر، فالهدف هنا هدف سياسى أقرته القوانين الدولية ونص عليه إعلان حقوق الإنسان، وموقفنا من الحرب وأطرافها يجب أن يقوم على هذا الأساس، لأن أجندة حماس فى هذه الحرب أجندة وطنية هدفها الدفاع عن الوطن وتحرير الأرض، وقلت: أما يوم تتحول حماس – ربما بعد الحرب – إلى الأجندة الدينية فسأكون أول من يعارضها، ثم قلت: إن إسرائيل تسعى من اليوم الأول للحرب إلى أسلمة صراعها فى فلسطين حتى تستميل العالم الغربى، وكأنها تقود حربا صليبية كالتى قادتها أوروبا المسيحية ضد القدس الإسلامية، لهذا وصفت الحرب بأنها حرب ضد حماس، وللأسف فإن بعض أجهزة إعلامنا انساقت وراء تلك التسمية فأصبحت تتحدث عن حرب إسرائيل ضد حماس بينما هى فى الواقع، وكما اتضح أمام العالم كله، حرب إبادة ضد الشعب الفلسطينى بمسلميه ومسيحييه، ولهذا هى تحاول أيضا جر إيران إلى الحرب لتبدو حربها ضد الإرهاب الإسلامى، ولا أنسى حديثا فى الأيام الأولى للحرب أجرته قناة إخبارية غربية مع إحدى وزيرات الحكومة الإسرائيلية حول قصف إسرائيل كنيسة فى غزة، حيث قالت الوزيرة بكل جرأة: ليست هناك كنائس فى غزة! إلى أن واجهها المذيع باسم الكنيسة وبصورها، وقلت لمحدثى: إن أسلمة الصراع الإسرائيلى الفلسطينى وإثارة الخلاف مع حماس وسط نيران الحرب لا يخدم إلا إسرائيل، لأننا بشق الصف إنما نتبرع لتحقيق أهدافها بأيدينا.
msalmawy@gmail.com
محمد سلماوى