متابعات ـ إيهاب السيد
أكد الأمين العام المساعد ل جامعة الدول العربية السفير حسام زكي، أن قمة البحرين تعقد في توقيت دقيق للغاية، لافتا إلى ارتفاع مستوى التوقعات بأن تصدر عنها رسائل وقرارات تعبر عن موقف عربي موحد داعم للقضية الفلسطينية (القضايا الرئيسية في المنطقة)، ودعوة لوقف الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة شهور.
وقال زكي في حوار مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، “إنه من الطبيعي أن تستحوذ هذه الحرب على جانب مهم من أعمال القمة باعتبار أنها قضية تهم الرأي العام العربي والدولي”، متوقعا أن تصدر عن القمة قرارات ورسائل تواكب تطلعات الشارع العربي الرافض بشدة لاستمرار هذا العدوان غير المسبوق الذي يتعرض له قطاع غزة .
كما توقع السفير حسام زكي أن ترسم القمة مسار التحركات القادمة للعمل الدبلوماسي العربي على المستوى الجماعي من أجل تحقيق الهدف الملح وهو الوقف الفوري لإطلاق النار، وتقديم الإسناد والدعم للفلسطينيين الذين يمرون بمعاناة تفوق التصور، وتهيئة السبيل لمسار يقود في النهاية إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، مشيرا إلى شعور الفلسطينيين بحالة هائلة من الإحباط واليأس، إضافة إلى ألم ومعاناة بسبب الحرب والخراب الذي تسبب به الاحتلال.
وحول الدور الذي تقوم به مصر وقطر وجهودهما المكثفة مع الوسطاء من أجل التوصل لوقف مستدام لإطلاق النار في قطاع غزة وحقن الدم الفلسطيني وإيصال المساعدات إلى الأشقاء في فلسطين، قال زكي “إن الدور المصري-القطري حاسم في تحقيق وقف إطلاق النار وإنجاز صفقة متكاملة لتبادل الأسرى وإخراج قوات الاحتلال من غزة وإعادة النازحين وإدخال المساعدات، والبدء في مسار إعادة الإعمار.. ولا أظن أن هناك وسيطا آخر يحظى بالثقة التي تحظي بها كل من مصر وقطر في هذا المجال”.
وفيما يتعلق بدور قطر الداعم للقضايا العربية والعمل العربي المشترك ووقوفها إلى جانب الدول العربية باستمرار، قال السفير حسام زكي إن دولة قطر لها دور مهم في المنظومة العربية، وهذا ليس جديدا، وهو دور إيجابي لأنه ينطلق من دعم من يحتاجون الدعم والتدخل في القضايا الملتهبة بغرض التسوية.
وبشأن إمكانية أن يكون هناك موقف عربي موحد لمواجهة /الفيتو/ الأمريكي الأخير ضد قبول فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة، ومستقبل العلاقات العربية الأمريكية في هذا الإطار، قال الأمين العام المساعد ل جامعة الدول العربية إن العرب لديهم خطة لدفع أطراف مهمة على الساحة الدولية لاتخاذ خطوة الاعتراف بفلسطين.
وأضاف “نحن مقتنعون بأن هناك انفتاحا أكبر على هذا الخيار باعتبار أنه يرسل رسالة مهمة للشعب الفلسطيني بأن /نهاية الطريق/ هي الدولة، وأن العالم سيدافع عن حل الدولتين، وأظن أن المنطق الدبلوماسي لا بد أن يتأسس على توسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية باستمرار، وتوظيف الاعتراف لكي يكون جزءا من خطة شاملة لإقامة الدولة، وليس مجرد خطوة رمزية”.
وأكد الأمين العام المساعد ل جامعة الدول العربية أن العمل العربي هو مفهوم شامل ومسار متراكم، ولا يتوقف فقط على العمل السياسي والدبلوماسي الذي يجذب الاهتمام ويحوز على متابعة الإعلام والصحافة، وبالتالي الرأي العام، مشيرا إلى أن العمل العربي المشترك يتحرك في مسارات اقتصادية واجتماعية مختلفة، ويغطى كافة مناحي النشاط الإنساني من خلال عدد من المنظمات المتخصصة التي تعمل في إطار الجامعة.