متابعات ـ رفيق عماد
أعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم الأربعاء أن الرئيس إيمانويل ماكرون، قرر إعلان حالة الطوارئ في كاليدونيا الجديدة، في ظل استمرار أعمال العنف في هذا الإقليم التابع لفرنسا والواقع بجنوب غربي المحيط الهادئ.
جاء ذلك عقب اجتماع لمجلس الدفاع والأمن الوطني ترأسه ماكرون بقصر الإليزيه بشأن آخر تطورات الوضع في كاليدونيا الجديدة بعد ثلاثة أيام من اندلاع أعمال عنف وشغب خلفت ثلاثة قتلى، فضلا عن إصابة أحد رجال الدرك بجروح خطيرة، بحسب الإليزيه.
وأكد الرئيس الفرنسي – مجددا – تضامنه مع مواطني كاليدونيا الجديدة وأعرب عن شكره لقوات الأمن التي تم تعبئتها لحماية المواطنين. كما أعرب عن أسفه لوفاة ثلاثة أشخاص، في حين أصيب أحد رجال الدرك بجروح خطيرة للغاية إثر أعمال الشغب التي اندلعت في كاليدونيا الجديدة.
وأشار ماكرون – بحسب بيان للرئاسة الفرنسية – إلى ضرورة استئناف الحوار السياسي، وطلب من رئيس الوزراء ووزير الداخلية وأقاليم ما وراء البحار إلى دعوة وفود من كاليدونيا الجديدة إلى باريس في أسرع وقت ممكن.
يذكر أن أعمال عنف اندلعت لليلة الثانية على التوالي في عاصمة كاليدونيا الجديدة نوميا التي تشهد أعمال شغب منذ بداية الأسبوع، مخلفة ثلاثة قتلى ومئات الجرحى. كما أفادت السلطات في كاليدونيا الجديدة عن القبض على أكثر من 130 شخصا، على الرغم من فرض حظر التجول منذ أمس.
وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين أن أعمال العنف التي شهدتها المقاطعة خلفت مئات الجرحى، بينهم نحو مائة من ضباط الشرطة والدرك.
وسجلت كاليدونيا الجديدة العديد من أعمال الشغب منذ ليل الاثنين، حيث تم تخريب عدد كبير من المحال واندلعت النيران في عدة سيارات ومنازل، وتصاعدت أعمدة دخان كثيفة وأقام محتجون حواجز على طرق رئيسة.
ودعت السلطات إلى العودة إلى الهدوء بعد أعمال الشغب هذه التي اندلعت بعد احتجاجات نشبت خلال بحث الجمعية الوطنية الفرنسية لمواد دستورية شجبها الانفصاليون في كاليدونيا الجديدة.
وقامت السلطات بتعبئة قوات الأمن وأغلقت مطارها الدولي، وفرضت حظر تجول في العاصمة نوميا اعتبارا من الساعة السادسة مساء أمس الثلاثاء وحتى الساعة السادسة صباح اليوم، إلا أن السلطات أعلنت اليوم تجديد حظر التجول في الليلة المقبلة.
يأتي ذلك في وقت تبنت فيه الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس النواب) تعديلات في دستور كاليدونيا الجديدة، وهو ما يشكل سببا لتلك التوترات العنيفة، فمن شأنها أن تسمح لعدد أكبر من السكان الفرنسيين بالتصويت في انتخابات كاليدونيا الجديدة، وهو ما يخشاه أنصار الاستقلال أن تضعف أصوات السكان الأصليين المعروفين باسم شعب الكاناك.
و كاليدونيا الجديدة التابعة لفرنسا هي واحدة من خمس جزر ممتدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وفي يوليو العام الماضي، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كاليدونيا الجديدة ضمن جولته إلى منطقة أوقيانوسيا في زيارة تهدف إلى التزام فرنسا تجاه المحيط الهادئ.