هل تستعد امريكا لضرب ايران خلال الأيام القادمة

تتردد معلومات وتقارير صحفية تشير إلى تحركات عسكرية أمريكية غير مسبوقة في منطقة الخليج، حيث تقوم الولايات المتحدة بإرسال كميات هائلة من الأسلحة إلى قواعدها في قطر، في خطوة تثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية لإدارة الرئيس دونالد ترامب في ظل التوتر المتصاعد مع إيران. فقد سجلت 13 رحلة جوية عسكرية لطائرات C-17A Globemaster III، التي تعد من أهم وسائل النقل الجوي للمعدات الثقيلة في الجيش الأمريكي، حيث هبطت جميعها في قاعدة عيسى الجوية في قطر بعد مغادرتها قاعدة أوسان الجوية في كوريا الجنوبية. هذه الرحلات المتتابعة تعكس حجم الشحنات العسكرية التي يتم نقلها، والتي قد تشمل دبابات ومدرعات وصواريخ ومعدات قتالية متطورة، ما يثير التكهنات بأن الولايات المتحدة قد تكون بصدد تعزيز وجودها العسكري في الخليج استعدادًا لاحتمال وقوع مواجهة مع إيران.

يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد العالم توترًا متزايدًا في العلاقات الأمريكية-الإيرانية، خصوصًا بعد التهديدات المتبادلة بين الطرفين، حيث لا تزال واشنطن ترى في طهران تهديدًا مباشرًا لمصالحها ولأمن إسرائيل، الحليف الأقرب للولايات المتحدة في المنطقة. ومع تصاعد الهجمات التي تستهدف السفن في الخليج والضربات التي توجهها الجماعات المدعومة من إيران ضد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، يبدو أن إدارة ترامب تضع جميع الخيارات على الطاولة، بما في ذلك خيار المواجهة العسكرية المباشرة.

التوقيت الذي تأتي فيه هذه التحركات يزيد من الشكوك حول الدوافع الحقيقية وراءها، حيث أن ترامب الذي يتمتع بعلاقة وثيقة مع إسرائيل، قد يستخدم هذا التصعيد كوسيلة لدعم المصالح الإسرائيلية في مواجهة إيران، التي تعتبرها تل أبيب العدو الأكبر في المنطقة. إذ لطالما دفعت إسرائيل واشنطن نحو اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد طهران، وقد تكون هذه الحشود العسكرية مؤشرًا على أن البيت الأبيض يستعد لعمل عسكري يخدم المصالح الإسرائيلية بالدرجة الأولى، حتى لو كان ذلك يعني جر الولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط.

ورغم عدم صدور تصريحات رسمية تؤكد أن هذه التحركات العسكرية تهدف إلى شن حرب وشيكة، فإن الخبراء العسكريين يرون أن مثل هذا الحشد العسكري لا يحدث إلا في حالات الطوارئ القصوى، مما قد يعني أن واشنطن إما تستعد لردع إيران من خلال استعراض القوة، أو أنها بالفعل تمهد الأرضية لعمل عسكري يمكن أن يشعل المنطقة. فهل ستكون هذه التحركات مجرد رسالة تحذير لطهران، أم أن ترامب سيذهب إلى أبعد من ذلك ويزج بالقوات الأمريكية في مواجهة مباشرة مع إيران؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف حقيقة ما يجري وراء الكواليس.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى