صباحالخيريا_رجائي
فرحتُ بقوة عندما وجدتُها في بهو النقابة بالدور الرابع. استعدتُ زمنًا كاملاً من عمري أمضيتُه في نقابة الصحفيين وأنا أسلم عليها. إنها الأستاذة أمينة شفيق، النقابية الكبيرة، واحدة من شهود حبنا. كلما التقينا، لازم تذكرني بكيف اكتشفنا حكاية حبنا، وما قالته لنا وقتها: “هل أنتم فاكرين إن في حاجة تستخبي علي..؟” فضحكنا وقلنا لها: “واحنا اللي كنا فاكرين محدش واخد باله من حبنا.”
امتلأت عيناي بالدموع فنظرت لي وطبطبت على يدي، “كلنا موجوعين يا خيرية وماشين بوجعنا مش أنت لوحدك.” نعم سيدتي، كلنا نعاني الفقد والغياب والحنين للأحباب.
بدعوة من مشيرة وحماس من كارم، كان اللقاء بيننا أمس، شباب فوق الستين حول فنجان قهوة وبعض الحلويات لننشط ذاكرة المودة والصداقة وذكريات العمل وأحوالنا الآن.
حضر عدد ليس كبير، لكن الوقت كان مثمرًا والجلسة كانت دافئة والأحاديث كانت صادقة، والذكريات كانت ممتعة، قضايا وموضوعات تمنينا أن تتاح لنا الفرصة للكتابة عنها في صحفنا بعدما تم الاستغناء عنا كخيل للحكومة العجوزة، كما يقال، رغم ما تحمله رؤوسنا وعقولنا من خبرات وثقافات ومعارف تراكمت لسنوات طويلة، في مهنة لا يصح أن نحال فيها للمعاش، لكنهم أحالونا!!
حضرت أمينة شفيق وإيناس طه ومشيرة موسي وسورية غنيم وأنا، وشاركنا اللقاء كارم يحيى وأحمد عصمت وسعد الحلواني.
تعرف يا رجائي، القعدة لم ينقصها سوى شيء واحد، هو وجودك بيننا. كنت حاضرة بروحك، نعم، ولكنه شغفي لوجودك معي في كل مكان أوجدت فيه. وتعرفين أيضًا، مشيرة الجميلة لمحت هذا الحنين لوجودك في لمعة عيني، فضمتني لصدرها كأم في لفتة راقية شكرتها عليها.
تعهدنا أن يتجدد اللقاء وأن يكون هناك المزيد من الأصدقاء فوق الستين.. والدعوة عامة.
شكرًا مشيرة.
شكرًا كارم.