تلقيت تساؤلات مشروعة حول مقال «فتنة تكوين» ساقها فى رسالة مكتوبة الصديق «ياسر القاضى» وزير الاتصالات (السابق).
أرجو أن تتقبل منى هذا التعقيب على المقال المهم (فتنة تكوين)، وهو عنوان مناسب تماما مع ما بدأ من إشعال شرارة الفتنة فى المجتمع المصرى.
سوف أقوم بالتركيز على مقتطفات من (المقال) ثم التعليق عليها بشكل (محايد) مع طرح بعض التساؤلات التى يستوجب الرد عليها من جماعة «تكوين».
* تقول «لماذا إذن الهلع من إطلاق مؤسسة فكرية، ليست جماعة تكفيرية، منتدى يطلق أفكارا، لا يطلق رصاصا؟!».
- وتعقيبى، بأن إطلاق الأفكار غير المدروسة فى بعض الأحيان يكون أقوى وأشد فتكا من إطلاق الرصاص..
نعم هى ليست جماعة (تكفيرية) بالشكل المتعارف عليه ولكنها جماعة (تشكيكية) وهنا يكمن الخطر الأكبر.
وهنا مستوجب طرح بعض التساؤلات العقلانية: ما هو الإطار القانونى لهذه المؤسسة، وما الغرض من إنشائها، وهل تم إشهارها طبقا للقانون، وهل حصلت على كافة الموافقات والتصاريح، ما هى مصادر تمويل هذه المؤسسة الفكرية، هل هى مؤسسة صحفية أو شركة أو جمعية لحسم تبعيتها فى إطار القانون (التضامن أو هيئة الاستثمار أو المجلس الأعلى للإعلام)..
* تقول «عقائد البشر بينها وبين ربها، هلا شققت عن قلبه؟!»
- وتعقيبى: بينها وبين ربها وليس نشرها وتشكيك العامة فى ما جاءت به أى عقيدة (السادة الأفاضل إبراهيم عيسى، ويوسف زيدان، وإسلام بحيرى وغيرهم) لهم كل الحق فيما يعتقدون وحسابهم عند ربهم ولكن النشر والجهر وإثارة العامة هذا ما يجب أن يعيدوا النظر فيه، خصوصا أنهم غير مختصين فى علوم الدين.
* تقول: للأسف، «مدرسة النقل» مسيطرة تماما على الأجواء المجتمعية، لا تدع فرصة لطلائع «مدرسة العقل» فى تجريب بعض الفكر، بعضه لن يضير، العقل المصرى مسجون فى غيابات الجب منذ عقود، فإذا ما اجتمعوا على مائدة التفكير، «يا هلا بالمعارك الفكرية».
- كنت أتابع حوارك بالأمس مع الأنبا «بولا» مطران طنطا، وكما نعلم جميعا أن الدين المسيحى أيضا كبقية الأديان يعتمد (مدرسة النقل)، لماذا لا تبدأ مؤسسة «تكوين» بطرح أفكارها العقلانية عن الدين المسيحى، وهل سيستقبل الشعب المسيحى أو الكنيسة طرح مثل هذه الأفكار أو إعطاء فرصة لطلائع (مدرسة العقل)؟.
* تقول: «أكلما نبت لنا عقل، تم اعتقاله فى سجون مظلمة، دعوا ألف زهرة تتفتح، وأشك أن عدد أعضاء مؤسسة تكوين يجاوز أصابع اليد الواحدة، لا تقطعوا الأصابع بسكين التكفير».
- أستاذ (حمدى)، مصر وقد حباها الله دون غيرها من دول المنطقة بأكبر عدد من المفكرين والأدباء والفنانين، والأهم من علماء متخصصين فى شؤون الدين، كان لهم ولآرائهم كل التقدير، وذلك لعلمهم ولأنهم علماء معتدلون ولهم آياد بيضاء.
وكما ذكرت (فى مقالك) وهذا حق، فالأزهر الشريف يبتعد كل البعد عن التكفير، فلم يصدر عن الأزهر أى بيان أو فتوى تكفيرية طوال تاريخه..
وفى الأخير قال: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها).