دعا اللواء خيرت شكري، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة والمسؤول السابق عن ملف الجماعات الدينية، إلى مواجهة الفكر السلفي الوهابي المتشدد المنتشر في مصر باتخاذ قرارات حاسمة على غرار السعودية.
استند اللواء، المتخصص في شؤون الجماعات الدينية، إلى حديث ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في 22 مارس 2018 لصحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية حول السلفيين.
أوضح شكري أن ولي العهد السعودي كشف أكاذيب ما يُسمى بالسلفية الوهابية التي نشطت خلال فترة ما عُرف بـ “الصحوة الإسلامية”، واعترف بأن نشر السعودية للوهابية كان استجابة لمطلب أمريكي وتوظيفا للإسلام لخدمة المصالح الأمريكية.
أكد شكري أن تسويق هذا الفكر الديني “المتشدد”، على حد قول ولي العهد، كان لخدمة المعركة ضد الاتحاد السوفيتي، مشيرًا إلى أن نشر الوهابية كان جزءًا من أدوات الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.
وأشار شكري إلى أن غطاء الرؤوس والدقون والجلاليب القصيرة كان مكياجًا وأزياء تنكرية واكسسوارات في فيلم الحرب الباردة، مُوضحًا أن تمثيل وأداء الشعوب الإسلامية كانت ألعوبة ساذجة في لعبة سياسية قذرة ليس لها علاقة بالإسلام، وإنما من إخراج الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد شكري أن اعتراف ولي العهد السعودي بواقع تفشي الوهابية، وصفها بأنها فكر “متشدد” وظلامي، يعكس خطورته على الشباب السعودي، ويشير إلى أن الغزو الفكري الوهابي يشكل الآن خطرًا على الدول التي تبنت هذا الفكر، منها مصر.
وأضاف شكري أنه بعد مرور ٦ أعوام على التصريح، شهدت السعودية تحركًا قويًا نحو واجهة هذا الفكر بسلسلة قرارات قوية، لقت استحسان المواطنين السعوديين، خاصة الشباب.
وطالب شكري المجتمع بفهم أن التيارات الإسلامية مرتبطة بتنظيمات وجماعات تُستخدم كورقة ضغط لتحقيق أهداف ومصالح أمريكا وأوروبا، سواء داخل منطقة العربية أو خارجها. وشدد على أن الغزو الروسي لأوكرانيا يُعتبر دليلاً على ذلك، حيث دخلت مليشيات إرهابية نشأت في سوريا والعراق.
وختم شكري بالتأكيد على أنه يجب مواجهة الفكر بالفكر، والتطرف الفكري بتصحيح المفاهيم، والرد على جميع الشبهات، مشددًا على أن هذه مسؤولية الأجهزة الدولية المعنية، مثل الأزهر والأوقاف، وكذلك المجتمع المدني.