ويبقى السؤال: من أين لشاب عمره 28 عاماً امتلاك فيلا بـ20 مليون؟!
في بريطانيا زمن الحرب العالمية الثانية كان هناك مدرسة بجوار مطار حربي، وكانت الطائرات تثير الرعب بين التلاميذ، فتقدمت المدرسة بطلب لنقل المطار إلا أنه في تلك الأثناء صدر قرار حكومي بإغلاق المدرسة وتوزيع التلاميذ على مدراس أخرى، فقامت إدارة المدرسة برفع دعوى قضائية ضد القرار، مؤكده أن القرار ليس قانونياً، وهنا أصدر القضاء البريطاني حكماً تاريخياً بـ«نقل المطار والإبقاء على المدرسة في مكانها، مؤكده أن التعليم أهم من الحرب»، وتم تنفيذ الحكم التاريخي ونقل المطار .. هنا قال الزعيم الألماني اودلف هتلر: «لا أستطيع هزيمة دولة تحترم القضاء».. هذا ما يجب أن نشاهده في جريمة مدينتي.. التي في رأيي لا تقل بشاعة عن جريمة الشاب محمد عادل الذي قتل الطالبة الجامعية نيرة اشرف، ومنذ أيام نُفذ فيه حكم الإعدام.
الواقعة وفق شهود عيان: طفل يسمى، ياسين حمدان زكي «11 عاماً»، يلعب بـ«الاسكوتر» الخاص به أمام فيلا والده دكتور بيطري حمدان زكي «41 عاما» العائد من مقر عمله بدولة الكويت مع زوجته صيدلانية بسمه علي «33عاما» وأطفاله “ياسين، نور، احمد» لقضاء الاجازة السنوية في مصر، وأثناء لعب الطفل تسبب في خدش إحدى السيارات وذهب لوالده ليخبره بما حدث، ومن منظور أخلاقي بحث الوالد حمدان زكي عن صاحب السيارة للإعتذار منه والاستعداد لتحمل تكاليف إصلاح السيارة، وهنا توجه لصاحب الفيلا التي أمامها السيارة للسؤال عن هوية صاحبها الذي تبين في وقت لاحق أنه «ضابط طبيب بالقوات المسلحة»، يدعى زياد حسام الدين، (نقيب- 28 عاماً) ..وبدلا من تقبل الأمر، غضب الضابط بشدة واستدعى أمن مدينتي للقبض على أسرة الدكتور حمدان باعتبارهم لصوص، إلا أن أمن المدينة أبلغه أنهم من السكان ويملكون فيلا قريبه، وبعد طلب الأمن من الدكتور الذهاب إلى منزله، إلا أن الضباط لم يقبل ذلك، وقام بقيادة سيارته بسرعة كبيرة ودهس الأسرة بالكامل مما أسفر عن مقتل الصيدلانية بعدما داس على جسدها وجمجمتها مرتين، واصاب الاطفال الثلاثة بكسور وشروخ وجروح ورضوض في الجسم، ونجا الاب لاحتمائه بأحد الممرات بالإضافة إلى إصابة أحد أصدقاء الأسرة، في حادث دهس متعمد وليس حادث سير طبيعي كما ادعى البعض… يأتي ذلك وفق رواية عدد من شهود العيان بالمدينة
يقول منصور حميد محامي الأسرة أن الحادث بدأ في منطقة مربع 19، في مدينتي، مؤكداً أن المتهم سلم نفسه إلى قسم شرطة التجمع الأول، ثم اعترف على نفسه، وبعدها تولت النيابة العسكرية التحقيقات مع المتهم، وإن كاميرات المراقبة سجلت الواقعة كاملة، وتم إرفاق مقاطع الفيديو في تحقيقات النيابة العسكرية التي تولت الأمر، مشيراً إلى أن التحقيقات تسير حتى الآن بشكل جيد، ومن المقرر أن يتم استدعاء الدكتور حمدان للمثول إلى النيابة العسكرية لسماع أقواله في واقعة الدهس خلال الأيام المقبلة عقب نهاية إجازة عيد الأضحى، وبحسب محضر الواقعة، اعترف الضابط زياد بارتكاب الجريمة، وهو ما أكده مأمور القسم أيضًا.
يجري علاج الأطفال في مستشفى ابن سينا التخصصي، بمدينة طنطا، إذ أصيبت الطفلة نور حمدان، بكسر في الحوض وجروح في أماكن متفرقة، وتجمع دموي في منطقة البطن، أما الطفل الأصغر أحمد فأصيب بخلع وكسر تحت الكتف وجروح في الوجه، فيما أصيب صديق الأب بكسور وأجرى عمليتين جراحيتين، كما أصيبت زوجته ببعض الرضوض، كذلك تعرض الأب لبعض الرضوض ويعاني من حالة صدمة عصبية، أما الابن الأكبر ياسين فحالته الصحية جيدة، ويعاني من جروح بسيطة.
شيع جثمان الدكتورة بسمة في مسقط رأسها في مدينة بسيون محافظة الغربية، ودفنت في مقابر العائلة هناك، وبحسب المحامي، استقبلت العائلة العزاء في الغربية، ولم تُقام أي مظاهر عزاء في “مدينتي”.
حسناً البيان الذي أصدره المتحدث الرسمي للقوات المسلحة حيث طمئن جموع الشعب على سير التحقيقات في القضية وإعلاء دولة الدستور والقانون.
وهنا تبقى الأسئلة الصعبة: