يا نيلُ حاولتُ أستدعي الموَاوِيلا
وأفرشُ الجسرَ “جُرنالاً” ومَندِيَلا
وانشدُ الشّعرَ للحُلواتِ مِنْ عَسَلي
وأعقدُ الفُلَّ للأعناقِ إكليلا
نُمارسُ الحبَّ والصّفصافُ ثالثنا
ويغمضُ العينَ أوراقًا ومَسدُولا
قولوا لِمَنْ فوقَ شطّ النيلِ مَسكَنُها
حبيبُكمْ لم يزلْ في الشّهدِ مَبلولا
حاولتُ حاولتُ يا نيلي فما نَفَعَتْ
فالطّعمُ أعرفُهُ قد كانَ مَعسُولا
واللهِ حاولتُ أن أمشي بلا أذنٍ
أُكذبُ النّاسَ ما قالوا وما قِيلا
قولوا لِمَنْ كتبوا في حُبِهَ كتبًا
هلْ تشعرونَ بطعم القُبلةِ الأولى
يا نيلُ يامنْ تجاوزتَ السّما عُنقا
اليومَ باتَ نخيلُ النّيلِ مَذلُولا
وهبتَ ليْ دولةً إنْ غابَ واهبُهَا
أكنْ على البابِ شحاذًا وبَهلولا
مَنْ غيرُكَ الآنَ قد نحيا بِهِ سندًا
وقد دخلتَ إلى الإنعاشِ مَحمُولا
فلا عتابٌ على الأعراب إنْ غدروا
وهل يُعاتبُ شعبٌ كانَ مسْطولا
محمود سلطان.. القاهرة في مايو 2024 (قولوا لِمَنْ فوقَ شطّ النيلِ مَسكَنُها)