يوليو ١٩٠٧ – ٤ يوليو ١٩٧٣
ولد هنرى بقطر خليل فى يوليو من العام ١٩٠٧ قبل ٤٣ عاما من ولادتى فى نفس القرية ” آبا الوقف ” مركز مغاغة محافظة المنيا , كان والده بقطر خليل كاتبا للمحامى الوحيد فى القرية ووالدته ” حنة ” ابنة أحد أعيان آبا الوقف و كان ابى أصغر ابناء جدى بقطر الذي لم أراه وربما مات قبل أن أولد و الذى كان يبدو انه كان مولعا بأوروبا وخاصة بريطانيا العظمى… حيث اطلق اسماء أباطرة وملوك اوروبا على أولاده ، كانت البكرية عمتى ” ڤيينا ” اه والله كان اسمها هكذا لكنهم كانوا ينطقونها بيينا ثم عمى إدوارد ثم عمتى السامرية وآخر العنقود كان والدى هنرى .
يبدو ان چينات البدلة والكرافات هذه ورثناها عن جدى وابى … فلم أر والدى إلا نادرا خارج المنزل بدون بدلة كاملة
… تزوج ابى من مارجريت شاكر فى العام ١٩٤٥ وهى ابنة احد أعيان الفيوم شاكر بك ابراهيم ” كما ورد اسمه فى كتاب اسمه الكنز الثمين لعظماء المصريين ” حتى وان كانت جذور جدى لأمى تعود أيضا الى مديرية المنيا … كان أبى حينئذ يعمل كرئيس حسابات لشركة اوتوبيس الكمال فى مغاغة لصاحبها يوسف بك ساويرس ابن خال ابى وكان ابى يذهب يوميا من آبا لمغاغة مقر عمله , لكن فى العام ١٩٥٢ قرر ابى مغادرة آبا الوقف واستئجار شقة فى مغاغة مقر عملة بعد أن رزق بطفلين وجيه المولود فى ٢٢ فبراير ١٩٤٧ ووصفى الذى ولد فى الثامن والعشرين من فبراير ١٩٥٠ انتقلنا الى مغاغة قبل ان تولد شقيقتى الصغرى سامية فى ١٦ يوليو ١٩٥٢ .
فى بداية ١٩٥٥ قرر يوسف ساويرس بيع شركة الكمال وتأسيس شركة نقل برى فى القاهرة بالشراكة مع شقيقه نصيف ساويرس , وكانت شركة ساويرس الجديدة فى القاهرة لها خطان الاول من ميدان الجيزة مرورا بالتحرير الى ميدان روكسى والخط الثانى من روكسى الى مطار القاهرة بالإضافة الى خطى اوتوبيس من القاهرة للأسكندريىة ومن القاهرة لطنطا واطلقوا عليها شركة اوتوبيس غرب الدلتا , فقرر والدى الانتقال بِنَا الى القاهرة لمقر الشركة الجديدة واستأجر شقة فى جنينة السادات على كورنيش النيل بجوار كوبرى الملك الصالح وكان إيجارها ١٧ جنيها وكان هذا مبلغا كبيرا حيث ان مرتب خريج الجامعة فى ذلك الوقت ١٥ جنيها قبل ان يصبح ١٧ جنيها مع بداية الستينيات ، وكان هذا الحي من الأحياء الجديدة التي اسستها شركة بلجيكية في بداية اربعينيات القرن الماضي وكانت معظم البيوت لا ترتفع عن دورين او ثلاثة وكانت لافتة للإيجار موجودة على معظم العمارات .
لم تمض ِ شهور قليلة حتى ترك ابى شركة ساويرس وعاد الى نفس الشركة التى عمل بها فى مغاغة وكان قد اشتراها المليونير ابو ألوفا دنقل “دنجل” كما كان ينطقها ابى “الذى مد خطوط الاوتوبيس من الجيزة حتى قنا وغير اسمها الى شركة اوتوبيس الوجة القبلى وعين ابو ألوفا دنقل والدى مديرا ماليا للشركة التى كان مركزها شارع شريف امام البنك الأهلى وسط البلد بالقاهرة .
أممت الشركة ١٩٦٢ واصبح اسمها شركة النيل العامة لأتوبيس الوجه القبلى وبعدها بعام تم الانعام على والدى فى اوائل عام ١٩٦٣ او بمعنى اقرب رشوته بتعيينه فى اللجنة الاساسية بالاتحاد الاشتراكى العربى ونشر ذلك حينها فى الجريدة الرسمية و عين عضو منتدب فى مجلس ادارة الشركة وأتذكر ان أمى زغردت و غنت له مع عبد الحليم حافظ آديك اهو خدت العضوية وصبحت فى اللجنة الاساسية ابو زيد زمانك … اما ابى فكان يتحسر على ما آل اليه حال ابن خاله يوسف ساويرس واخيه نصيف وحال صاحب الشركة الجديد ابو ألوفا دنقل وحال شركة اتوبيس الوجه القبلى بعد التأميم حتى أحيل على المعاش بعد ذلك بأربع سنوات فى يوليو ١٩٦٧ ، ورحل عن عالمنا منذ خمسين عاما وبالتحديد في مثل ذلك اليوم في الرابع من يوليو عام ١٩٧٣ .
وصفى هنرى
فيينا ٤ يوليو ٢٠٢٣
٢٧ بؤونة ٦٢٦٤