هجوم شديد على اتحاد قبائل سيناء، ووصلت الشائعات إلى التفوه عليه بأنه كيان مسلح، وأن اختيار الشيخ إبراهيم العرجاني لرئاسته حوله إلى فصيل يملك سلاح، ويستطيع التحول لمليشيا مسلحة تضاهي مليشيا حمديتي في السودان.
ولكن كلماتي ليست دفاعاً عن الشيخ إبراهيم العرجاني، ولكنها عن أهلنا في سيناء، هؤلاء الأبطال حراس البوابة الشرقية، يحملون تاريخاً القديم والحديث بطولاتهم التي دونت بحروف من نور.
وتعالوا أيها القراء الفطنون لنفهم سويًا أصل الحكاية:
أولًا، قبائل سيناء، هم مواطنون مصريون لهم طابع ثقافي خاص وعادات وتقاليد مثل احترام الكبير، والعرف هو القانون الخاص بهم، والدستور المصري يعتبر العرف أحد روافد المبادئ الدستورية، لذلك غالبية مشاكلهم تحل بالتراضي ويقع العقاب على المخطئ والثواب لمن أصاب، وبالتالي هم لا يشكلون ضغطًا على المؤسسات القضائية.
ونظمت القبائل حياتهم منذ مئات السنين على هذا العرف، وعاشوا به ورضوا عن حياتهم، وهم بشر بهم الصالح والطالح، ولكنهم مواطنون مصريون، لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات التي تحترم الدولة والقانون والدستور.
ثانيًا، أهلنا في سيناء ظلوا مهمشين لمدة 30 عامًا أو أكثر أثناء عهد مبارك، على الرغم من بطولاتهم في حروب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وفي عهد مبارك تحولت سيناء إلى “بيت خرب، وبيئة خصبة، وحضانة جيدة لنمو الإرهاب.
وزاد الأمر سوءًا في عهد مرسي العياط، وغاب الأمن أو قل غاب الأمن عن قصد، وظهر لنا ذلك في حديث مرسي عند خطف الجنود وقال مرسي عبارته الشهيرة “سلامة الخاطفين والمخطوفين”، وهو كارثة لم يقلها مسؤول حول العالم، ونتيجة لذلك وقعت أحداث رفح الأولى والثانية، وقتها احتمى أهل سيناء في السلاح الذي يحملونه.
بعد ثورة 30 يونيو، طلب منا الرئيس عبد الفتاح السيسي النزول للشارع لتفويضه ضد الإرهاب. وجاء التفويض من الشعب للجيش مهولًا وأفزع دوائر الشر والإرهاب، وكانت رؤية القيادة المصرية سليمة وأدت إلى حدوث جرائم إرهابية ضخمة هزت العالم، وتناولتها وسائل الإعلام.
هنا ظهر معدن قبائل سيناء الذين سلموا سلاحهم للجيش المصري، وشاركوا في حملات مطاردة الإرهاب وأرشدوا عن أماكن تجمع الإرهابيين ونقاط تدريبهم، وأماكن تخزين سلاحهم، وهو ما سهل المهمة على القوات المسلحة في استهداف بؤر الإرهاب والتعامل معهم بأعلى مستوى من الاحترافية القتالية.
أثبت أهل سيناء نقاء أصلهم، وكانوا هم السبب الرئيسي في تطهير سيناء من هذه البؤر، ووقف الشعب المصرى والعالم كله يصفق لهم وللقوات المسلحة.
هنا نطرح سؤالًا مهمًا جدًا: ما هو دور أبناء سيناء بعد ضرب الإرهاب ومساهمتهم الواضحة في تقديم المعلومات عن بؤر الإرهاب ومساعدة قواتنا المسلحة وتسليم السلاح الذي كان بحوزتهم للدولة؟
دولتنا دولة قانون، وأهل سيناء هم تجمعات مدنية، لذلك في عام 2019، صدر قانون رقم 149 للجمعيات الأهلية والمجتمع المدني.
واتجهت الدولة بهذا القانون نحو التنمية، فكان من الضروري أن يكون لقبائل سيناء دور هام وقوي ومؤثر أيضًا في التنمية. شأنهم شأن أي مواطنين مصريين الذين تستعين بهم الدولة في التوعية والتنمية للنهوض بمصر .
ومن هنا جاءت فكرة اتحاد قبائل سيناء، وهو ليس حزبًا سياسيًا ولا تجمعًا مسلحًا، بل هو تجمع مدني تنموي يندرج تحت قانون الجمعيات الأهلية رقم 149 لسنة 2019، شأنه شأن أي جمعية أهلية في مصر. له هيكل تنظيمي برئاسة رئيس مجلس إدارة، ومجلس إدارة، وأمناء لجان، وأمين الصندوق، المسؤول عن ميزانية الجمعية الأهلية.
تم انتخاب رئيس مجلس إدارة للجمعية، مما يعني أن الشيخ إبراهيم العرجاني صعد بدعم القبائل دون تدخل من الدولة أو القوات المسلحة.
عقد ابناء سيناء مؤتمرهم الاول، وأثناء الاحتفال، نظمت شركة الأمن والحراسة التابعة للشيخ العرجاني، موكب ضخم بسيارات تابعه للشركة، وسار فى هذا الموكب العاملون معه في شركة الحراسة، ولم تتدخل الدولة في الأمر من قريب أو من بعيد، وتركت لهم الأمر طالما أن ذلك لا يتعارض مع القوانين المصرية.
ونأتي للسؤال الأهم في موضوعنا اليوم، سر هذا الهجوم الممنهج على اتحاد قبائل سيناء، المتمثل في شخص العرجاني، فما هو هدفه؟
الإجابة واضحة وصريحة: الهدف هو إعادة سيناء إلى ما قبل عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لخدمة صفقة القرن القذرة التي تريد أمريكا تنفيذها بوجود حاملات طائرات في البحرين الأحمر والمتوسط.
أعتقد أن ذلك السر وراء ظهور أبواق الشر، وناعقي الخراب، ورؤوس الشر في الصورة التي ظهرت مؤخرًا، وحاول هؤلاء تداولها وإخافة الناس.
علينا فهم دور قبائل سيناء بشكل كامل ودعمهم في عمليات التنمية والتوعية لصالح مصر ولكافة محافظاتها.