قال اللواء الدكتور سمير فرج عن سيناريوهات اليوم التالي بعد نهاية حرب غزة: “ومن سيسيطر على غزة بعد انتهاء الحرب؟”
وأضاف أن هذه المصطلحات ظهرت بعد شهر من بدء حرب غزة، مع سؤال عن من سيحكمها بعد انتهاء الحرب وخروج إسرائيل، وقد طُرحت خمسة سيناريوهات للإجابة على هذا السؤال. تبلور السيناريو الأول من خلال زيارة وليام بيرنز، مدير الاستخبارات الأمريكية، إلى القاهرة، ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث طُرح من قبل بيرنز، الذي يترأس إحدى أهم أذرع إدارة السياسة الخارجية الأمريكية، فكرة أن تتولى مصر إدارة قطاع غزة لفترة انتقالية مدتها ستة أشهر، خلالها يُجرى انتخابات ويُعيّن حكومة تكنوقراط من أهالي غزة، على أن تتحمل أمريكا كافة التكاليف المرتبطة بتلك المهمة مالياً وعسكرياً، وتدعم مصر بالأسلحة والمعدات العسكرية اللازمة لإدارة قطاع غزة. ورغم سخاء العرض المالي والعسكري، إلا أن بيرنز فوجئ بالرفض القاطع من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مما دفعه لعرض سيناريو بديل.
وأضاف فرج أن السيناريو الثاني يتضمن تولي السلطة الفلسطينية في رام الله إدارة القطاع، باعتباره الحل البديهي والطبيعي لتعزيز السيادة الفلسطينية على أراضيها ومنع التدخلات الأجنبية، حتى وإن كانت من مصر. وقد أيدت مجموعة الدول العربية هذا الطرح، وبالطبع رفضته إسرائيل.
وأشار فرج إلى السيناريو الثالث، الذي يتضمن تولي مجموعة من “العشائر العربية” في قطاع غزة، التي تؤيد إسرائيل، السيطرة على قطاع غزة خلال الفترة الانتقالية المتفق عليها حتى إجراء الانتخابات، ولكن هذا الاقتراح واجه إجماعًا في الرفض من مصر والدول العربية والإدارة الفلسطينية في رام الله، وحتى الولايات المتحدة لم ترحب به باعتباره حلاً غير منطقي.
وأكد فرج وجود سيناريو رابع جديد خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إلى أمريكا، حيث اقترح تشكيل قوة عسكرية عربية من القوات المسلحة لعدد من الدول العربية لتولي إدارة والإشراف على قطاع غزة لمدة ستة أشهر، تُجرى خلالها انتخابات داخل القطاع لاختيار أعضاء حكومة تكنوقراط. ولكن هذا الاقتراح رُفض مرة أخرى من مصر وباقي الدول العربية نظرًا لتحركات إسرائيل بهدف إقصاء حماس من قطاع غزة.
ونوه فرج بوجود سيناريو خامس خرج من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم عرض تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات مثل “قوات يونيفيل” المنتشرة في جنوب لبنان، لتولي الإشراف على قطاع غزة لنفس المدة الانتقالية المحددة حتى إكمال الانتخابات وتشكيل الحكومة الفلسطينية في غزة، معلنة عدم مشاركة الولايات المتحدة بقوات أمريكية في تلك القوة ، ومتعهدة بعدم بقاء أي جندي أمريكي على أرض قطاع غزة بعد انتهاء القتال وخروج القوات الإسرائيلية. ومرة أخرى، لم ترحب مصر ولا مجموعة الدول العربية بهذا العرض، انطلاقًا من حرصهم على عدم السماح بالتدخل الأجنبي وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والسيادة على أراضيه.
واختتم فرج بالقول إنه سيتابع في الأيام القادمة جهود تحقيق عودة السلام وتهدئة الأوضاع، ليس فقط في غزة بل في المنطقة الملتهبة بأكملها.