قال سيادة المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس عند استقباله صباح هذا اليوم وفدًا من فلسطينيي الـ48، إن الحملات الاحتلالية في المدينة المقدسة لم تتوقف منذ سنوات طويلة، بل تزايدت كثافتها في الآونة الأخيرة.
واشار المطران “هناك استهداف للبعد الفلسطيني المسيحي والإسلامي في المدينة المقدسة، واستهداف للمنظومة التعليمية والمدارس، ومشاريع نفذت ومشاريع في طريقها للتنفيذ بهدف تغيير ملامح القدس وتزوير تاريخها والنيل من هويتها وتهميش وضعف الحضور الفلسطيني المسيحي والإسلامي في المدينة المقدسة، ناهيك عن استهداف المقدسات والأوقاف.
وصرَّح المطران أن الحضور المسيحي مستهدَف في القدس بأساليب معهودة وغير معهودة، حيث يوجد مخططات مرسومة منذ سنوات تسعى السلطات الاحتلالية لتمريرها، ويتم ذلك في الآونة الأخيرة بخطوات متسارعة ومتواترة كأنهم في سباق مع الزمن.
وصرخ المطران: “القدس تضيع من أيدينا يومًا بعد يوم، والعرب ما زالوا يتغنون بعروبتها ولكنهم لم يقدموا لها شيئًا سوى الشعارات. ما تحتاجه القدس من العرب هو أكثر من الشعارات والخطابات، والتي لا نقلل من أهميتها ولكنها وحدها ليست كافية لكي تعيد الحق إلى أصحابه”.
وأكد المطران أن القدس أمانة في أعناقنا جميعًا كفلسطينيين وكمسيحيين ومسلمين، كما أنها أمانة في أعناق الأمة العربية وكافة الأحرار في هذا العالم.
ونوّه المطران بأنه في الأسبوع المقدس الذي يوصلنا إلى عيد القيامة المجيد يوم الأحد القادم، فإنه يذكر الكنائس المسيحية في العالم بواجبها الروحي والإنساني تجاه مدينة القدس التي نعتبرها مدينة إيماننا وحاضنة أهم مقدساتنا. فالكنائس في العالم مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تدافع عن القدس وأن تعمل من أجل الحفاظ على طابعها ومقدساتها واستمرارية وجود الحضور المسيحي فيها.
واتهم المطران الاحتلال برسم وخطط ونفق أموالًا باهظة من أجل تمرير مشاريعه في القدس. فأين هو المال العربي وأين هي المشاريع العربية في القدس؟ ونحن هنا لسنا بصدد التشكيك بأحد أو الإساءة لأحد، فنحن ندرك أن النية عند الجميع هي أن يساعدوا ولكننا نتمنى أن ننتقل من مرحلة النية إلى مرحلة العمل على الأرض من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المدينة المقدسة.