«آه يا زين العابدين / يا ورد، يا ورد مفتح بين البساتين»، بصوت الشحرورة «صباح».
كلما سمعتها تذكرت العم «زين العابدين فؤاد»، وكأنها (الشحرورة) غنتها خصيصًا لعمنا الطيب.
صورة وحيدة تجمعنى مع الشاعر الكبير، وثالثنا طيب الذكر العم «سيد حجاب»، الصورة التقطت بكاميرا العم زين، مفطور على توثيق يومياته، أيامه، أكثر من هذا لحظاته، العمر لحظة، والعم زين يمسك بلحظات عمره محبًا.
شعاره مأخوذ من كلمات العم «سيد حجاب» فى تتر مسلسل «ليالى الحلمية» بصوت الحلو، «ما تسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا / ولا تنتهيش ده إحنا يا دوب ابتدينا».
الصورة الفريدة مع حكواتى عصره، جرت فى استديو «صدى البلد» فى حلقة رثاء الشاعر الفاجومى «أحمد فؤاد نجم»، رحل ( يوم 3 ديسمبر 2013 )، رحل العم «سيد حجاب» فى أثر نجم، ربنا يطول فى عمر العم «زين».
طلته تذكرنا دوما بالأحباب، يزور أرواحهم تسكن بيوتهم، مجسدة فى الأبناء والأحفاد، يودهم، يصلهم، من صلة الأرحام.
أشك أن العم زين من مواليد (٢٣ إبريل 1942)، ليس لأنه مواليد إبريل، أكذب شهور السنة، وفيه «كذبة أبريل» الشهيرة، ولكن حساب السنين (يكبر الناس) يرسمه شيخا، صحيح اشتعل الشعر شيبا ولكنه لسه روحه شباب.
الشباب شباب القلب، وقلب عم زين قلب شاب دافق لايزال بالحماس، يخرج فى مظاهرات فلسطين ويهتف من الأعماق واجف مشتاق إلى «زهرة المدائن».
و«يرجع البلشون يطير»، قصيدة ملهمة للعم زين من ديوانه الشهير، «قهوة الصبحية» (صدر عام 2014 )، ترسمه «بَلَشُون»، يسمونه «مالك الحزين»، طائر طويل العنق والساقين يعيش قرب المياه العذبة، وصف العم زين فى كتاب الحياة.
ملاحقة نشاطات العم زين تكلفك مشقة، أنهج من النهجان فى تقفى آثاره، العم زين، يتشوق دوما لـ«شمس الصبحية»، يصحو مغردا كالعصفور، لا يستقر على شجرة، يتنقل خفافا كمن يركب بساط الريح، «ولا بتهدا ولا بترتاح فى يوم يا قلبى» بصوت حليم.
كالدرويش، سارح فى بلاد الله لخلق الله، بلاد تشيله، وبلاد تحطه، والرِّجل تدب مطرح ما تحب، يسمونه فى الحكى الشعبى «أبوخطوة»، وهذا يدخله فى باب أصحاب الكرامات، وللعم زين كرامته، وعلاماته شارات، وشاراته أبيات، وأبياته قصائد فى حب وطن يستحق.
تحس أنه راكب جواد سريع يركض فى فضاء لا نهائى، لكنه قادر فى كل مشوار أن يوثق خطاه، ويرسم ملامح مجتمعه، ويصف الحال والأحوال، صفحته دفتر أحوال، لا تفوته شاردة ولا واردة، يوثق اللحظة بالكاميرا، لا يفوته واجب، صاحب واجب، حزنه شفيف، وخطوه خفيف، مهضوم العم زين حتى من الأطفال وهو من نذر بعض من شعره لهم محبة.
يحتفل بأهله وناسه، بناس مصر الطيبين، بأعياد الميلاد، سيما أعياد ميلاد الشهداء، ومنها قصيدة الفراشة (إلى مينا دانيال)، ويهش ويبش فى وجه صديق قديم، ولايزال قادر على نسج صداقات جديدة، من يحبه الله بحبب فيه خلقه، وخلق كثير يحبونه.. فرصة وسنحت لنقول للعم زين، كل ميلاد وإنت طيب يا راجل يا طيب.