متابعات هاني فريد
أكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب الصحفي كرم جبر، أن مصر تبذل جهودا جبارة للوصول إلى وقف لإطلاق النار طويل الأمد في غزة، يتم خلالها العمل على إعمار غزة، وأن الموقف المصري لم يتغير وظل موقفا شريفا منذ اندلاع الأحداث في 7 أكتوبر الماضي.
وقال رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام -في تصريحات إعلامية مساء يوم الجمعة- إن أول لقاء تم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والمستشار الألماني، كان الرد المصري من الرئيس السيسي قاطعا بأن مصر ترفض التهجير القسري رغم كل ما كان يثار في الإعلام العالمي وقتها عن التهجير القسري، إلا أن ردود الرئيس كانت قاطعة بعدم قبول تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية، وأن القضية الأساسية هي حل الدولتين.
وأضاف أن الوضع في غزة في غاية الخطورة، وهناك تصريحات من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بقرب الاقتحام البري لرفح الفلسطينية، وأن “قلوب كل المصريين موجوعة لهذا الأمر”.
وأشار إلى أن هناك تصريحات صدرت اليوم من مصدر مصري رفيع المستوى ردت على كل الأكاذيب التي تثيرها إسرائيل ووسائل الدعاية الغربية من الموقف المصري بشأن عملية الاقتحام، ولفت إلى أن مصر قامت بجهد كبير لتغيير الرؤية الدولية تجاه التهجير القسري، وبمرور الوقت بدأ الرأي العالمي يتغير ويحمل الرؤية المصرية.
وأوضح رئيس الأعلى للإعلام، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يخطط لإقامة مناطق عازلة لوضع مليون ونصف فلسطيني في خيام والقيام باقتحام رفح الفلسطينية، متحججا بأن هناك 4 كتائب تابعة لحماس تقدر ما بين 30 ألفا إلى 50 ألفا مختبئة في المنطقة، مضيفا أنه لو حدث الاقتحام فسوف يتم القضاء على الفلسطينيين العزل لأن الدبابات والطائرات لا تفرق بين مدني وتابع لحماس.
وقال إن حرب الـ200 يوم أثبتت أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، مضيفا أن العالم سيكتشف بعد فترة ما قامت به إسرائيل من جرائم حرب في غزة، وانها هدمت كل المرافق وقتلت الجرحى في المستشفيات، وقتلت النساء والأطفال والمقابر الجماعية وحرب التجويع.
وتابع أن الموقف الأمريكي فيه نوع من التضارب والتناقض، خاصة وأن أمريكا مقبلة على انتخابات، وأمريكا اعتمدت 95 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل منها حوالي 27 مليار دولار للعتاد العسكري الإسرائيلي، مضيفا أن إسرائيل عملت على تدمير البنية التحتية الفلسطينية، حيث أصبحت فلسطين الآن أرضا غير صالحة للعيش الآدمي على الإطلاق.
وقال جبر إن حجم الركام الموجود الآن في غزة يحتاج 14 سنة لإزالته وإعادة الأعمار، وإن نتنياهو يحاول إطالة أمد القضية بالدم ومزيد من القتل، وإن ما ارتكبه نتنياهو سوف تدفع إسرائيل ثمنه عشرات الأضعاف.
وأوضح أن الجهود المصرية تركز على عدم اقتحام رفح الفلسطينية لما لها من أضرار مخيفة لا يمكن تخيلها، وأشار إلى أن الحرب في غزة الآن لن يكون بها منتصر، ولكن سيكون بها شخص مهزوم، وأكد أن الموقف المصري ثابت من اللحظة الأولى لاندلاع الصراع ولم يتغير بل مصر تقود تحالفا عالميا من أجل القضية الفلسطينية.
وقال جبر إنه يتوقع عدم اقتحام رفح الفلسطينية رغم الرغبة الموجودة لدى نتنياهو، مضيفا أن مصر مستعدة لكافة السيناريوهات وتأخذ كل الإجراءات.
وتابع أن مصر تمكنت من القضاء على الإرهاب في سيناء بعدما كان مقدرا تحويل سيناء إلى مستنقع للإرهاب من كافة أنحاء العالم، قائلا “استطعنا أن نؤمن سيناء لتدخل بها خطط التنمية ونتمنى أن نصل إلى أن يوجد الساحل الغربي مثل الساحل الشمالي”.
وأضاف أن الدولة لديها خطة طموحة لإعادة تنمية سيناء بعدما استطاعت إحلال الأمن في كل ربوع الوطن.