بمناسبة مايحدث الان من فرنسا وغضب اليسار الفرنسي والمهاجرين من مقتل الشاب نائل، يقع فى اعماق هذا الغضب مافعلته فرنسا الاستعمارية فى الجزائر والمذابح التى ارتكبتها هنا لعشرات السنين والتى تكلم عنها النشيد الوطنى الجزائري.
بداية 1956 طلب عبان رمضان من مفدي زكريا كتابة نشيد وطني يعبر عن الثورة الجزائرية.. وخلال يومين فقط جهز شاعر الثورة «قسماً بالنازلات الماحقات»، و انتقل إلى تونس لنشره في صفوف جبهة التحرير.
طالبت فرنسا بحذف مقطع يا فرنسا، الذى يتضمن تحذير الفرنسيين ان يوم الحساب قادم لكن المجاهدين الجزائريين رفضوا لأنها لم تعترف بجرائمها المرتكبة في الجزائر وهو لا يزال مقطعا من النشيد الوطني الرسمي.
كلمات النشيد الوطني الجزائري:
”قسما بالنازلات الماحقات
و الدماء الزاكيات الطاهرات
و البنود اللامعات الخافقات
في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة أو ممات
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
2
نحن جند في سبيل الحق ثرنا
و إلى استقلالنا بالحرب قمنا
لم يكن يصغى لنا لما نطقنا
فاتخذنا رنة البارود وزنا
و عزفنا نغمة الرشاش لحنا
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
3
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
و طويناه كما يطوى الكتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الحساب
فاستعدي وخذي منا الجواب
إن في ثورتنا فصل الخطاب
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
4
نحن من أبطالنا ندفع جندا
و على أشلائنا نصنع مجدا
و على أرواحنا نصعد خلدا
وعلى هاماتنا نرفع بندا
جبهة التحرير أعطيناك عهدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
5
صرخة الأوطان من ساح الفدا
فاسمعوها واستجيبوا للندا
و اكتبوها بدماء الشهدا
واقرأوها لبني الجيل غدا
قد مددنا لك يا مجد يدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا… فاشهدوا… فاشهدوا…
وقد تبرّع الموسيقار المصري محمد فوزي بتلحين النشيد «هدية للشعب الجزائري». واقتنعت أخيراً جبهة التحرير باللحن الجديد، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.
وعن أجره لقاء تلحين النشيد، أجاب محمد فوزي قادة الثورة قائلا :
«“لن تقدروا على دفع ثمن تلحيني لنشيد قسما .. ما رأيكم في أن يكون مهر انتسابي لهذه الثورة العظيمة .. لن آخذ شيئا .. هو هدية لإخواني في الجزائر”.. »