في عام 2013، قبل ثورة 30 يونيو مباشرة، اتصل بي أحد أصدقائي ليخبرني أنه عثر على كنز ثمين من المعلومات الخطيرة، التي يسيل لها لعاب أجهزة المخابرات الدولية.
هذا الصديق يعمل تاجرًا، واشترى أوراقًا قديمة ومستندات وجد ضمنها حوالي طنًا من الأوراق، التي تحوي على الآلاف من الوثائق والمستندات القديمة التي تعود إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. سمح لي صديقي بمشاهدة عشرات الأوراق وتصفحها بعيني.
تتعلق المستندات التي شاهدتها بنفسي بخطة لجماعة الإخوان في الولايات المتحدة، حيث قسموا أمريكا إلى سبع ولايات إخوانية، وأطلقوا أسماء لا أتذكرها لهذه الولايات. وعثرت على صور شيكات تحويلات من دول عربية بارزة، تمول حركة الإخوان منها دول تُتهم طوال الوقت بالتبعية لأمريكا وإسرائيل.
سألني صديقي ماذا أفعل بهذه المستندات، فأجبته بأنه لن يستفيد منها شيئًا وعليه تقديمها للأمن الوطني، وترك هذا الكنز الثمين لمصر لتستفيد منه هناك. وواصل هذا الصديق متابعتي حتى أخبرني هاتفيا بأنه سلم المستندات بالكامل لأمن الدولة.
انتهت القصة، لكن خلال الأيام الماضية ومع الموجة الإخوانية اليسارية التي تنتشر في جامعات أمريكا، وانطلاق ثورة طلابية مدعومة من التنظيم الدولى للاخوان، أدركت أنه حان وقت الصفر لإنجاز خطة الإخوان بتفكيك الولايات المتحدة أو إسقاط نظامها الحاكم.
لم أغضب لما يحدث هناك وذلك لسببين. الأول، لأن امريكا رعت جماعة الإخوان وساعدتهم كثيرًا، وسمحت لهم بتأسيس العديد من التنظيمات داخل الجامعات الأمريكية بدءًا من عام 1964.
بدأت هذه العلاقة الغامضة في البيت الأبيض، عندما التقى أيزنهاور مع سعيد رمضان ( زوج بنت حسن البنا ) وكان مع بعض رجال الدين بعد إحدى المؤتمرات الإسلامية. وتم التوصل إلى اتفاق بغرض اغتيال جمال عبد الناصر، واتت المركب بما لا تشتهي السفن ،وفشلت محاولة الاغتيال المنشية. هرب سعيد من مصر، وقدمت له المخابرات الأمريكية الدعم ، وأوراق سفر ليستخدمها في ألمانيا الغربية خلال فترة الحرب الباردة.
أما سببي الثاني لسعادتي فى الأمريكان، هو المواقف الأمريكية العمياء والمنحازة لإسرائيل دون مراعاة لمعاناة الفلسطينيين الأبرياء وحصارهم وقتلهم وتجويعهم، لأن الحكومة الإسرائيلية تجلس على رأسها مجموعة من المتعصبين دينيًا. وبالمناسبة، فهم أكثر الناس جهلاً بشؤون الدين.
بدأت خطة تفكيك أمريكا من خلال الجامعات، وستستمر الأمور على هذا المنوال.و أرى أن التنظيم الدولي لجماعة الاخوان يمارس ضغوطًا على أمريكا لكي تثني رئيس حكومة الاحتلال عن اجتياح رفح.
ولكن يجد نيتنياهو نفسه أمام معادلة صعبة: إما أن يجتاح القطاع ويعتقل أعضاء حركة حماس المتبقين، أو أن يواجه اتهامات بالتساهل في قتل إسرائيليين، وهذه التهمة كافية لسجنه لبقية سنوات حياته. فى كل الأحوال لن يرحم التاريخ نيتنياهو وسيخلد اسمه ملطخ بالدماء.
هذا السيناريو، سيكون له تداعيات كبيرة على الوضع في الشرق الأوسط وعلى العلاقات الدولية بشكل عام.