احيل لكم هذه الخطايا من خلال وسائل إعلام اسرائيلية:
رأت صحيفتا “هآرتس” و”يديعوت أحرنوت”، أن حكومة بنيامين نتنياهو ارتكبت بعد تنفيذ عملية “طوفان الأقصى” أخطاء قلصت من قدرة الاحتلال على حسم الحرب في غزة لمصلحتها، وتهدد بإلحاق هزيمة بها.
وفي تقرير نشره موقعها مساء أمس، عددت “هآرتس” “عشرة أخطاء قاتلة” ارتكبها الكيان منذ السابع من أكتوبر في عدة ساحات أسهمت في إطالة أمد الحرب ومست بقدرتها على حسمها.
وبحسب التقرير الذي أعده إنشيل بيبر، قالت الصحيفة إن الكيان أخطأ عندما أقدم مستعجلة على إخلاء المستوطنات الشمالية المتاخمة للحدود مع لبنان بُعيد عملية “طوفان الأقصى”، مشيرة إلى أن هذا القرار اتخذ بدون تفكير وبلا مراعاة أوضاع المستوطنين الذين تم إخلاؤهم، فضلاً عن تجاهل التداعيات العسكرية لإخلاء قطاع جغرافي “مزدهر” من سكانه.
ولفتت “هآرتس” إلى أن حكومة نتنياهو والجيش عملا على تغذية مخاوف المستوطنين من سلوك حزب الله، مما دفع المستوطنين إلى المغادرة، وهو ما منح حزب الله هامش مناورة لمواصلة هجماته على المستوطنات، من دون أن يكون مطالباً “بدفع أثمان” على تسببه في نزوح المستوطنين.
ورأت الصحيفة أن جيش الاحتلال كان مطالباً ببدء العملية البرية انطلاقاً من مدينة رفح وليس من مدينة غزة، على اعتبار أن هذا ما تفرضه متطلبات معالجة عمليات تهريب السلاح والوسائل القتالية، لافتة إلى أن الكيان “ذهب باتجاه شعار تفكيك كتائب حماس، وظلت معنية بإحصاء عدد جثث القتلى في الجانب الفلسطيني” معياراً للنجاح.
ولفتت إلى أن مماطلة حكومة نتنياهو في السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة جعل الكيان يخسر في النهاية القدرة على توظيف هذه الورقة، لأن هذا الواقع أفضى إلى تكثيف الضغوط الدولية التي أجبرت تل أبيب على فتح أبواب القطاع أمام المساعدات من دون أن تكون قادرة على استغلالها روافعَ ضغط في المفاوضات للإفراج عن أسراها.
ومما فاقم الأمور تعقيداً، كما ترى “هآرتس”، “غياب الانضباط” في صفوف الجيش، كما عكس ذلك مبادرة ضباط وجنود إلى توثيق ممارساتهم وجرائمهم “كسلوك انتقامي” ضد الفلسطينيين خلال الحرب ونشرها على مواقع التواصل.
وخلصت الصحيفة إلى أن تأثير تباهي الضباط والجنود بجرائمهم وتوثيقها فاق عشرة أضعاف تأثير ما تبثه قناة الجزيرة عن الحرب. وتؤكد “هآرتس” أن من أخطر الأخطاء التي ارتكبها الكيان تجاهله الاستعداد لترتيبات اليوم التالي للحرب على غزة، مشيرة إلى أن غياب خطة لليوم التالي للحرب أسهم في تمكين حركة حماس من العودة إلى إدارة شؤون القطاع تماماً بعد انسحاب قوات جيش الاحتلال من المناطق التي تنفذ فيها عملياتها البرية.
وبحسب الصحيفة، فإن حكومة نتنياهو تجاهلت آلام عوائل الأسرى وتعاملت معها بلامبالاة تامة. وبخلاف الانطباع الذي تحاول النخبة السياسية في تل أبيب ترسيخه بعد انضمام حزب “معسكر الدولة” بقيادة بني غانتس إلى حكومة الطوارئ الوطنية، فإن “هآرتس” تجزم بأن الحرب لم تفض إلى تعزيز وحدة المجتمع ولمّ شمله، بل أفضت إلى نتائج مغايرة يدلل عليها سلوك نتنياهو ومقربيه تجاه خصومه داخل الحكومة والمعارضة.
وشددت “هآرتس” على أن شعار “النصر المطلق” الذي تشبث به نتنياهو، رغم عدم واقعيته، ترك تأثيراً سلبياً على مسار الحرب، على اعتبار أن ترسيخ هذا الشعار منع جنرالات جيش الاحتلال “من قول الحقيقة للجمهور خشية أن يتم عرضهم كانهزاميين”.
وعدت إقدام الكيان على اغتيال قيادات الحرس الثوري في دمشق خطأ كبيراً على اعتبار أنه فتح ساحة مواجهة جديدة في ظل انشغال الكيان بحربه على جبهتي غزة والشمال.
وأبرزت الصحيفة أنه على الرغم من انخراط الكيان في مواجهات عسكرية على أكثر من جبهة أملت اعتبارات السياسة الداخلية على الحكومة إعداد مشروع ميزانية لا يرقى إلى الوفاء بمتطلبات مواجهة التحديات العسكرية، حيث تم توجيه مليارات الشواكل إلى مؤسسات التيار الديني الحريدي وإلى المستوطنين في الضفة الغربية.
من ناحيتها، حذرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” من خطورة تكبد الكيان هزيمة في الحرب في حال “تواصل الجمود” في المسار الحربي.
وفي تحليل أعده معلقها العسكري رون بن يشاي، ونشره موقعها مساء أمس، حاججت الصحيفة بأن الفشل في التوصل إلى صفقة تفضي إلى تحرير الأسرى وعدم وجود مؤشرات على قرب انتهاء المواجهة مع حزب الله يقلص من قدرة تل أبيب على حسم الحرب.
وأَضافت “يديعوت أحرونوت” أن الحرب قادت إلى تراجع فرص التطبيع مع السعودية، وأدت إلى توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة.
وخلصت إلى أنه في حال لم يتخذ الكيان قرارات إستراتيجية بشأن التعاطي مع القضية الفلسطينية فإن هذا يقرّب الكيان من الهزيمة.
وحملت نتنياهو المسؤولية عن هذا الواقع بفعل حساباته الخاصة التي أفضت إلى مواجهة الكيان “جموداً استراتيجياً”.