كان الأستاذ “هيكل” في سنوات رئاسته لـ”الأهرام”.. قد أحالها إلى “مؤسسة سيادية”: لها سلطة الإلزام على كل الجهاز الإداري للدولة أيا كانت منزلته.
وكان متأثرا بالنظام الأمريكي، وفي عهده أسس مطعم الأهرام لكل عابر سبيل من الصحفيين.. وكنت واحدا منهم “أتناول غدائي به” إذا صودف وجودي بالقرب منه.
هيكل ـ رحمه الله ـ كان يُعلّم الصحفيين كيف يمشون وكيف يتكلمون وكيف يشير الصحفي برأسه شارة “الاعتداد بالنفس والكبرياء”.. وكان لا يسمح لصحفي بالأهرام أن يدخل مبنى المؤسسة إلا بـ”البدلة والكرافتة”.
كل تلاميذه من الجيل الذي تربي على يديه ـ حتى الآن ـ بوسعك أن تعرفهم بسيماهم التي ورثوها عن هيكل ومن بينهم الأستاذ الصحفي الكبير فهمي هويدي.
ذكر لي صديق له ـ لهويدي ـ أنه حضر ندوة كان فيها الأخير على المنصة، فأمر ـ غاضبًا ـ بطرد أحد الحضور، لأنه حضر وقد انتعل “شبشبا” وليس حذاء.. اعتبرها هويدي إهانة واستهتارا وعدم احترام للمكان وهيبته.
أقول هذا الكلام بمناسبة ما يتلقاه زملاء من صحفيي الفن على قفاهم من إهانات من “شوية” فنانات “كسر” لا قيمة ولا وزن لهن.. وبعضهن.. له “سديهات” شاهدها الناس وكانت تباع على قارعة الطريق.
زملائي رؤوساء التحرير: أعلموا أن كرامة الصحفي من كرامتكم .. تعلموا من “هيكل” ومن تلاميذه أن الصحافة “مهنة/سلطة” سيادية.