كتاب قيم يجب أن يكون في متناول كل مصري، بل كل قاريء بالعربية. ولذا فبالإضافة لترجمة عربية متوقعة لهذا الكتاب الذي يزيد عن أربعمائة صفحة، كان من الضروري تقديم هذا العرض الملخص له.
صدر الكتاب بالإنجليزية في أكتوبر ٢٠٢٣ عن مطبعة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبرعاية مكتبة الإسكندرية. وهو من تأليف اثنين من صحفي جريدة التايمز البريطانية المخضرمين، سيمون بيرسون وزوجته فيونا جورمان.
وكتبت له المقدمة “السيدة” ماري آرشر، العالمة الحاملة لوسام الإمبراطورية البريطانية. وتقول السيدة ماري في مقدمتها أنها وزوجها، كانا علي معرفة قديمة بمجدي يعقوب: “ملك القلوب” الذي لم يسبق لغيره لمس هذا العدد الهائل من القلوب، حرفيا ومجازيا، علي حد سواء. وبحسب قولها: ‘يجب أن نكون ممتنين لان المقام قد استقر به علي أرضنا’.
والي جانب “ملك القلوب”، فقد أطلقت علي مجدي هذه الألقاب: “ليونارد دافنشي جراحة القلب” و “عمر الشريف مشرط الجراح”.
ويعد الكتاب السيرة الشخصية المعتمدة لمجدي يعقوب. استغرق العمل فيه ثلاث سنوات، واعتمد علي سبع عشرة محاورة استغرقت أكثر من خمس وعشرين ساعة أجراها المؤلفان معه شخصيا. بالاضافة لمحادثات مفصلة، ووثائق مقدمة من عدد ضخم من أفراد عائلته، وزملائه، وتلاميذه، وأصدقائه، ومرضاه أو أسرهم.
ولد مجدي يعقوب في مدينة بلبيس بمصر في ١٦ نوفمبر عام ١٩٣٥ لعائلة قبطية. الأب طبيب والأم ربة منزل تعزف البيانو وترسم اللوحات. له شقيقة وثلاثة أشقاء. أسرة من الطبقة المتوسطة المتعلمة الحريصة علي تربية وتعليم أبنائها. وكان لوفاة عمة له، في مقتبل الشباب، بمرض في صمام بالقلب، تأثير كبير علي الطفل مجدي، وحافز له علي أن يصبح طبيب قلب، قادر علي علاج أمثال عمته الشابة.
وبعد أن تخرج بتفوق من كلية الطب، جامعة القاهرة في عام ١٩٦١، قرر مغادرة مصر إلي المملكة المتحدة. فسافر أولاً الي اسكوتلندا ، ومنها الي لندن. وخلال مسيرته الناجحة في بريطانيا أمضي عاما في أمريكا ليستفيد مما توفر هناك من خبرة في الموضوع الذي احتل القسط الأكبر من اهتمامه، واعتمد عليه في عمله، وهو توثيق العلاقة بين الطب والبحث العلمي. بين الجراح والباحث. بين طاولة الجراحة وسرير المستشفي من جهة، والمختبر والمراكز البحثية من جهة أخري.
وبعد عودته، استقر به المقام في مستشفي هارفيلد، التي تطورت بفضله من كونها مستشفي صغير في منطقة شبه ريفية تبعد حوالي خمسة وعشرين ميلا عن لندن، الي أحد أهم مراكز جراحات و أبحاث القلب والصدر في العالم.
نجاحات مجدي يعقوب في مجال أمراض القلب والرئة، وما حققه من معجزات جراحية وعلميّة، تفرد لها مجلدات. ولكن المجال لن يتسع إلا لسرد موجز لها: أجري العديد من أولي عمليات نقل القلب واستبدال الشرايين في بريطانيا، وأولي عمليات نقل القلب والرئة في أوربا. ابتدع أسلوبا عبقريا يدعي ‘الدومينو’ لنقل القلب والرئة الأصحاء من شخص لآخر من المصابين بأمراض في أحد هذه الأعضاء الحيوية. أحدث طفرة في إصلاح المشاكل الخلقية المعقدة في قلوب الأطفال والرضع. ساهم في تطوير عمليات صمامات القلب، ووسائل تحجيم خطر طرد الجسم للعضو المنقول. نشر المئات من الأبحاث القيمة في أهم المطبوعات الطبية والعلمية. كان له فضل استخدام تقنية حديثة تساعد علي دعم قلب المريض الضعيف لحين تواجد قلب مناسب ينقل له. وبرغم إحالته الي التقاعد، فقد استدعي لإجراء جراحة نادرة لإزالة قلب مزروع لفتاة (عرفت بالفتاة ذات القلبين)، وضعه لها يعقوب في السابق مع الاحتفاظ بقلبها الطبيعي المريض، وذلك لانه آمن بإمكانية أن يتعافي القلب الطبيعي لو أتيحت له فترة كافية من الراحة. وحتي في سن الثالثة والثمانين، امتلك القدرة علي ابتكار طريقة جراحية جديدة لعلاج أحد الأمراض الخلقية. كان رائدا في أبحاث استخدام الخلايا الجذعية لتخليق أعضاء جديدة، وساهم بحماس في هذه الأبحاث لإيمانه بأن هذه ستكون حلول المستقبل. قدرته المتفردة علي ابتداع التقنيات الجراحية الجديدة، والصادمة أحيانا، منحت قبلة الحياة لمئات البشر الذين كان محكوما عليهم بالموت.
و يشرح لنا الكتاب كيف أنه بمجرد أن يتوفر عضو مناسب لمريض علي قائمة انتظار وتتوقف حياته علي نقل هذا العضو، نجد مجدي يعقوب، في أي ساعة من ساعات الليل أو النهار، يسرع بنفسه الي مكان المتبرع، “الميت دماغيا”، والموجود في أي بقعة في العالم، ليستخرج العضو ، ويحمل هذا الكنز في طائرة أو عربة مسرعة إلي المستشفي الذي ينتظر فيه المريض، ويقوم بنقل العضو له، فيهبه حياة جديدة. إجراءات متشابكة معقدة، الخطاً فيها يعني فقد حياة انسان، تتطلب التعاون بين فرق عديدة لكل منها مسئوليته. ولذا تحتاج لمايسترو بارع يقودها. وليس بمايسترو أفضل من مجدي يعقوب بشهادة كل من عمل معه. دقة وتفاني ومهارة في العمل، حزم وتمسك بالجودة فيه، قدرة علي القيادة وخلق جو من الثقة والتعاون داخل فريق العمل، مع هدوء وثبات في مواجهة أحرج المواقف.
ويذكر هذا الطبيب غيره من الأطباء بواجبهم الإنساني تجاه المريض، أيا كان، فلم يتردد لحظةً في إجراء جراحة ضرورية لقاتل، اقتيد الي حجرة الجراحة بصحبة حراس مسلحين.
ولأن مجدي الإنسان قد وضع نصب عينيه إيصال فرصة الشفاء للمرضي الغير قادرين في بقاع الارض المحرومة من الخدمات الطبية المتقدمة، لم يتأخر يوما عن تلبية دعوة الأطباء من أي بلد محتاج للمعونة، للسفر اليهم بصحبة فريقه، لإجراء جراحات القلب لمواطنيهم. و كان له فضل تأسيس مراكز لجراحات وعلاج أمراض القلب في دول إفريقية عديدة، وفي تحقيق المشروع الخيري الضخم: سلسلة الأمل، والذي يهدف الي إيصال جراحات القلب للأطفال الفقراء المرضي في البلدان النامية، وتدريب الأطباء ومساعديهم من أبناء تلك البلدان، ليتمكنوا من استمرارية تقديم العون لأبناء وطنهم.
أما عن الأوسمة والتكريمات التي حصل عليها، فواحدة منها تكفي لأن ترتفع بصاحبها الي عنان السماء. فكيف وأنها قد أغدقت مجتمعة علي فرد واحد. ومن أبرز ما حصل عليه: منحته الملكة إليزابيث وسام الاستحقاق البريطاني في احتفالية في قصر باكنجهام، وبذا صار واحداً من ضمن مالا يزيد عن أربع وعشرين شخصية تتمتع بهذا التكريم. هذا بالإضافة لحصوله علي وسام الملكة برتبة فارس، وحمله للقب ‘سير’. فاز بجائزة ‘فخر بريطانيا’. شارك أحمد زويل، الحاصل علي نوبل، التكريم من جهة الأكاديمية الفرنسة للعلوم. غمره الأمريكيون بعدد ضخم من الجوائز والمناصب الشرفية. قلده رئيس جمهورية مصر السابق مبارك وسام قلادة النيل العظمي. منحه عمدة أثينا ميدالية المدينة. وفاز في الإمارات بجائزة زايد للأخوة الانسانية.
ومن أكثر الموضوعات إثارة في الكتاب، علاقة د مجدي الوثيقة، واكتسابه لصداقة العديد من الشخصيات العامة والشهيرة، وأبرزهم: أندريس باباندريو، رئيس وزراء اليونان السابق، وعمر الشريف، النجم الشهير، وفارديس فاردينويانيس، رجل الأعمال اليوناني الثري، وإيريك موركامب، من أحب ملوك الكوميديا في بريطانيا، والبليونير الأمريكي ريتشارد دي فوس، والملحن البريطاني سير جون تافينر، الذي شاركه مجدي في الاهتمام بالموسيقي وبالعقيدة الأرثوذوكسية. وقد خضع هؤلاء جميعا لعمليات قلب معقدة وناجحة علي يد هذا الجراح. وبرغم حرص يعقوب طوال حياته علي الابتعاد عن السياسة والسياسيين، فقد وجد نفسه يرتبط بصداقة قوية مع جوردون براون وزير الخزانة ثم رئيس الوزراء البريطاني السابق. وفي مصر، توثقت علاقته بعائلة ساويرس التي تعد من أغني العائلات في العالم. أما علاقته الاسرية الحميمة بالأميرة ديانا، فقد كانت علاقة بها الكثير من الخصوصية والدفئ. وظلت ديانا حتي اختطفها الموت، وجها مألوفا ومحببا في مستشفي هارفيلد وفي أنشطة سلسلة الامل.
وبفضل شهرة وثراء والتأثير الجماهيري القوي لهذه الشخصيات، فقد لعبوا دورا محوريا في مساندة كل مشروعات يعقوب، وتعضيد جهوده، وحشد الرأي العام العالمي وراء أعماله المكرسة لخدمة البشر.
ولكن هل كان الطريق أمامه دائما مفروشا بالورود؟ وهل كان كل البشر الذين تعامل معهم ملائكة؟ بالطبع لا. فقد واجه العديد من التحديات والمعوقات. علي سبيل المثال القيود الحكومية البيروقراطية، وخطر تقليص الموارد المالية الضرورية للعلاج والبحث، والتوازنات السياسية، ومشاعر الغيرة المغروسة في البشر والتي لم يسلم منها بعض زملاء المهنة. ولكن من حسن الحظ أن مؤيديه والمتحمسين لعمله، ومنهم مرضاه، ومن ضمنهم شخصيات هامة، مثل المحامي الكبير سير سيسيل كلوثير، قد ساعدوا يعقوب علي اجتياز هذه الصعوبات.
أمّا أخطر ما واجهه، فهو فشل الجراحة وموت المريض، وهو ما يستحيل منع حدوثه في عالم الطب، و خصوصا في حالة المرضى الذين يحتاجون لنقل أعضاء لأن حالتهم تكون حرجة حتي قبل إجراء عملية النقل. ومع أي من هذه الحالات، كان عليه أن يتحمل غضب العامة، وانتقاد الأطباء، واتهامات وسائل الإعلام .
ولأن موضوع نقل الأعضاء يحمل حساسيات خاصة، وتباين آراء في الأخلاق المهنية المقبولة، وبالذات من جهة تعريف الموت، إجراء جراحات لمرضي شبه ميئوس من حالتهم، واستعمال أعضاء الحيوانات، فكثيرا ما واجه يعقوب وفريقه هجوما شديدا من المختلفين حول تعريف الموت، وحول شرعية الجراحات شبه التجريبية، ومن المدافعين عن حقوق الحيوان. ووصل الأمر (في أحوال نادرة) الي استجواب الطبيب الشهير من قبل سكوتلانديارد أو مثوله أمام المحكمة. ولكن من حسن الطالع أنه لم يدان، لا هو ولا فريقه.
ويسرد الكتاب الكثير من القصص الإنسانية علي لسان المرضي الذين وهبهم يعقوب هبة الصحة، أو علي لسان ذويهم. ومن أجمل الأشياء أن العديد من هؤلاء المرضي، قد انخرطوا بحماس شديد، هم وأفراد أسرهم، في العمل التطوعي لتعضيد وجمع التبرعات لكل مشاريع طبيبهم المحبوب: لمستشفي هارفيلد، لمشروعاته البحثية، لسلسلة الأمل، ولصرح أسوان.
ويشمل الكتاب سيرة وأعمال العديد من رواد الطب والجراحة، والعلماء الأفذاذ الذين تتلمذ عليهم أو زاملهم صاحب السيرة خلال رحلة حياته، وكان شديد الكرم في الاعتراف بفضلهم، ودورهم في نجاحاته. ومن أمثلتهم رواد الجراحة: اللورد راسل بروك ودونالد روس ونورمان باريت وأوزوالد تبز وكريستيان بارنارد وفريد كيتل ودونالد لونجمور. وجراح الأطفال إد كيلي
ومن أطباء القلب: جين ووالتر سومرفيل ومالكوم تاورز .ومن أخصائي الباثولوجي: جوليا بولاك. ومن الحاصلين على جائزة نوبل: بيتر مدور. ولم يهمل من تتلمذ على يديه ثم شق طريقه بنجاح، مثل إسماعيل الحمامصي وروزماري رادلي سميث وسرجيوس ثيودوروبولوس واسجهار كهاجاني وكارلو دي جاسبيريس.
وعلي المستوي الشخصي يحدثنا الكتاب باختصار عن زوجته واولاده. فزوجته هي ماريان. ألمانية فرت من برلين الشرقية الي لندن وهي في العشرين من عمرها، وعملت ممرضة في مستشفي برومبتون، حيث كان يعمل الطبيب الشاب محط أنظار الكثير من الفتيات. ولكنها امتلكت من الجرأة وبعد النظر ما جعلها تخطو الخطوة الأولي نحو التعرف به. وتطورت العلاقة حتي كللت بزواج ناجح، من المؤكد أنه ساعده كثيرا علي التفرغ لعمله الشاق، وتحقيق نجاحاته الباهرة. وأثمر الزواج ثلاثة أبناء: أندرو وليسا وصوفي. تلقي الثلاثة أفضل تعليم في مدارس وجامعات بريطانيا. أصبح أندرو طيارا، وكرست ليسا جهودها لمساعدة والدها في إدارة مؤسسة سلسلة الامل، أما صوفي فقد صارت طبيبة. ودام
الزواج لأكثر من أربعين عاما، حتي اختطف الموت ماريان عام ٢٠١١ جراء اصابتها بسرطان المبايض، تاركة فراغا كبيرا في حياته وحياة الأبناء. ولم يملأ هذا الفراغ لديه، إلا زيادة استغراقه فيي العمل. ويضم الكتاب صورا فوتغرافية نادرة لمجدي في مختلف مراحل حياته
وبخصوص مشاركته كعضو رئيسي عامل في كم هائل من المنظمات والجمعيات والهيئات والجامعات، فهو ما يدعو للعجب! كيف لفرد واحد أن يجد الوقت والطاقة ليساهم في كل اجتماعاتها وأنشطتها، ولا يغيب عن عدد لا يحصي من المؤتمرات العالمية.
ورغم انغماسه في العمل المضني، وابتعاده عن مصر لسنوات عديدة، فإنها لم تغب عن باله، وبدأ تدريجيا يتقبل دعوات لإلقاء محاضرات، وتدريب أطباء، وعلاج مرضي مجانا. كما كون علاقة عمل وثيقة مع القائمين علي مكتبة الإسكندرية, ومع مجدي إسحق، الطبيب ورجل الأعمال المصري البريطاني.
ولأن يعقوب قد أمضي عامين من طفولته مع أسرته في مدينة أسوان، فسحرته بجمالها وكرم أهلها، بروعة النيل وعظمة آثارها الفرعونيّة ، فقد عاهد نفسه علي العودة إليها يوما ما، وقد كان…ففي عام ٢٠٠٩، وبفضل جهوده الخارقة، افتتح مركز القلب في أسوان، والذي اتسع تدريجيا، لتشمل خدماته، بجانب العلاج المتميز و المجاني لمرضي القلب، مقراً بحثيا وتعليميا متقدما. وبالإضافة لمركز أسوان، يجري العمل في مركز مجدي يعقوب للقلب في مدينة ٦ اكتوبر.
وعندما تفرغ من هذا الكتاب تنتابك الحيرة، فما كنه هذا الإنسان؟! من المؤكد أنه مخلوق خارق، حقق في حياة واحدة معجزات طبية وعلمية تحتاج لحيوات عديدة لتحقيق مثلها.
بلا شك أنه نوعية من البشر نادرة الوجود. قدرة طبية وبحثية عجيبة. مهارة جراحية متميزة . أصابع سحرية، ذكاء متوقد. اهتمام صادق بصحة البشر بدون أي تمييز. اقتناع حقيقي بأن الحياة البشرية لها قيمة مهما كانت درجة صاحبها من الفقر أو الغني. إيمان قوي بأن الرعاية الصحية الجيدة حق لكل إنسان وليس للقادرين فقط. شجاعة فائقة في اقتحام المجهول في عالم الجراحة، مع شجاعة مماثلة في الاعتراف بالخطأ، والتعلم من التجربة. اهتمام باكتناز المعرفة يماثل اهتمام الآخرين باكتناز المال.مقدرة عجيبة علي الإقناع وعلي تكوين صداقات واكتساب ثقة الناس من مختلف الأجناس والأعمار .لا مثيل لعشقه للعمل وتفانيه فيه. يمتلك قدرة عجيبة، استمرّت حتي في سنوات عمره المتقدمة، علي العمل المتواصل لساعات طويلة، وبأقل قدر من النوم والراحة.
ولكن تعود وتكتشف أن هذا المخلوق الخارق، يتشابه مع غيره من البشر في نواحي كثيرة. فهو رب أسرة يحب أسرته، ويرحب بوجبة عشاء مع أصدقائه، ويستمتع بالموسيقي الكلاسيكية، وبزراعة زهور الأوركيد، ويهوي التصوير الفوتوغرافي، ويتأثر بالفلسفات، ويغرم بالحضارتين الفرعونيّة واليونانية، بل، وللغرابة، يعشق قيادة السيارات السريعة!
أما أروع ما فيه، فهو صفاته الشخصية الأخري، من بساطة، وتواضع، وكرم في الإنفاق في أوجه الخير، وانعدام للأنانية، فهو حريص علي نسب الفضل في كل نجاح لفريق العمل كله، ولم يبخل بمشاركة خبرته ومعرفته مع كل من يرغب في التعلم.
مجدي يعقوب أيقونة مصرية قبطية، عالمية، إنسانية، لم ولن يوجد له مثال. وإن كان يذكرك، حتى في مظهره، بأحد أجداده العظام: إمحوتب، الملقب بإله الطب في مصر القديمة. أخذ منه ملامح الوجه النبيل، والسمرة الرائقة، والنظرة الهادئة الواثقة. وفوق ذلك العظمة والخلود.