تستعد مصر لزراعة 150 ألف فدان من الذهب المصرى الأبيض القطن قصير التيلة في مناطق شرق العوينات، توشكى، وبعض مناطق الضبعة خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد أن حققت نجاحًا باهرًا في زراعات المواسم السابقة. تأتي هذه الخطوة نتيجة الحاجة الماسة لهذه النوعية من القطن في مواجهة الاحتياجات المحلية والعالمية.
زراعة القطن قصير التيلة في مصر لها أهمية استراتيجية، حيث تساهم في توفير كميات كبيرة من الأقطان القصيرة المطلوبة للصناعات المحلية، وبالتالي تقليل الاعتماد على الاستيراد. يقدر أن توفر هذه الزراعة نحو 2 مليار دولار سنويًا كتكلفة لاستيراد القطن ومنتجاته. يأتي ذلك في ظل ارتفاع أسعار القطن عالميًا نتيجة العوامل اللوجستية والفيضانات والنزاعات في السودان، حيث تضاعف سعر القطن أكثر من ثلاث مرات على الأقل.
زراعة القطن القصير التيلة تعتبر استثمارًا استراتيجيًا لمصر، حيث تساهم في تعزيز الاكتفاء الذاتي للقطن وخفض تكلفة استيراده، بالإضافة إلى تحقيق عوائد اقتصادية مهمة للدولة. كما أنها تدعم الصناعات المحلية في مصر وتعزز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية.
ومع ذلك، تواجه زراعة القطن في مصر تحديات عدة، منها ضرورة زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة الإدارة الزراعية واستخدام التقنيات الحديثة لزيادة العائد من الأراضي المزروعة. كما تتطلب تلك الزراعة توفير موارد مائية كافية واستخدام تقنيات الري المتطورة لمواجهة التحديات المائية التي تواجه الزراعة في المناطق الصحراوية.
بالتأكيد، يمثل توسع زراعة القطن القصير التيلة في مصر خطوة إيجابية نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي للقطن وتحقيق الاستدامة في القطاع الزراعي المصري، وذلك من خلال تعزيز الإنتاجية وتحسين الجودة والكفاءة في الإدارة الزراعية.