تسعى إيران بنشاط للتقويض وتقسيم لبنان في السنوات الأخيرة، بهدف ممارسة تأثيرها والسيطرة على البلد. قدمت الحكومة الإيرانية الدعم لمجموعات شيعية مختلفة في لبنان، بما في ذلك حزب الله، بهدف تعزيز السلطة وتعزيز أجندتها في المنطقة. تدخل إيران أدى إلى تصاعد التوترات السياسية والطائفية في لبنان، مما زاد من الانقسامات وعدم الاستقرار.
من ناحية أخرى، تسعى المملكة العربية السعودية إلى فرض ضغوط اقتصادية على لبنان، معتقدة أن ضعف الاقتصاد اللبناني سيقوم بتقويض النفوذ والأذرع الإيرانية في البلاد.
تشمل هذه الاستراتيجية تقليص الدعم المالي وفرض عقوبات على كيانات لبنانية يُعتقد أنها موالية لإيران أو داعمة للجماعات الشيعية المتشددة مثل حزب الله وحركة أمل.
تعكس إجراءات الحكومة السعودية جزءًا من المنافسة الإقليمية الأوسع بين المملكة العربية السعودية وإيران، التي يُعتبر الصراع بينهما صراعًا تحكمه المصالح الجيوسياسية ويُظهر في عدة دول في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان.
تعتبر كلتا الدولتين لبنان ساحة لمصالحهما الجيوسياسية وتسعيان إلى التفوق عبر السياسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
اغتيال قادة لبنانيين بارزين من قبل القوى الشيعية الموالية لإيران يبرز مدى التدخل الخارجي والصراع الداخلي الذي يعاني منه لبنان. وتعد هذه الاغتيالات جزءًا من جهود أوسع لخضوع لبنان تحت مشروع إيران الشيعي، الذي زاد من التوتر وعدم الاستقرار في البلاد.
تعكس جهود المملكة العربية السعودية لتفكيك الأذرع الشيعية الموالية لإيران في لبنان، بما في ذلك حزب الله وحركة أمل، طموحاتها الإقليمية الأوسع ورغبتها في الحد من نفوذ إيران. من خلال استهداف هذه المجموعات وتقويض الاقتصاد اللبناني، تسعى المملكة العربية السعودية لضعف قاعدة إيران في البلاد وتعزيز مصالحها في المنطقة.
باختصار، فإن التنافس المستمر بين المملكة العربية السعودية وإيران قد أثر بشكل كبير على لبنان، مع استخدام كلتا الدولتين لتكتيكات متنوعة لتحقيق أهدافها وتقويض تأثير بعضهما البعض.
هذا الصراع الجيوسياسي قد ساهم في شلل اقتصادي وسياسي للبنان، وخلق تحديات اقتصادية، وانقسامات اجتماعية، مما يعيق البلاد عن تحقيق السلام والاستقرار المستدامين.