منسوب للمصارع الأمريكى المحترف «دواين جونسون» الذى اتجه للتمثيل لاحقا، مقولة عميقة تقول: «كلنا نعيش مع السرطان، سواء كان موجودًا فى أنفسنا أو يؤثر على شخص نحبه»!.
مقولة «فى شخص نحبه» تنطبق حرفيا فى شخص الدكتور «طارق حجى» الذى يخوض معركة باسلة فى مواجهة «الخبيث»، لا يصرح بها، يخوضها صامتا كفارس نبيل.
تسأل عن الدكتور حجى فى العيد، يجيبك من «لندن» بهدوء محبب: «أنا فى معركة مع سرطان العظام، لكننى غير متأثر نفسيا»!.
يذكرك بمقولة مغنية الروك الأمريكية الشهيرة «ميليسيا اثيرج» التى أصابها الخبيث فطفقت تبشر بالشفاء وهى فى قسوة المرض: «أنا واحد من هؤلاء الناس الذين سيقولون: كان سرطان هدية بالنسبة لى».. تقريبا نفس ما يشعر به الدكتور حجى، السرطان هدية من السماء فحسب يعرف قدر محبة المحبين.
تجربة حياتية ملهمة، سيخرج منها الدكتور حجى سالما غانما ليكتب فصول معركته مع السرطان، سيكون كتابه الأهم على أهمية نتاجه الفكرى الغزير (عدد مؤلفات الدكتور حجى 34 كتابا صدرت باللغاتِ العربيةِ والإنجليزيةِ والفرنسيةِ والإيطاليةِ).
مجموعة الأعمال الكاملة للمفكر الدكتور طارق حجى، تشمل 7 مؤلفات هى: (سجون العقل العربى- الصدمة- الطاعون- دانات- الإدارة الحديثة- نظرات فى الواقع المصرى- أفكار ماركسية فى الميزان).. تكتمل بعنوان مقترح «لا يمكن أن تلمس روحى» فى إشارة إلى السرطان.
بحسب منظمة Mayo Clinic الطبية، يُمكن أن يَبدأ سرطان العظام، فى أى عظم فى الجسم، لكنه يُؤثر بشكل شائع على الحوض أو العظام الطويلة فى الذراعين والساقين.
معلوم طبيا، سرطان العظام أمر نادر الحدوث، حيث يُشكل أقل من 1 فى المائة من جميع أنواع السرطانات، سرطان نادر يصيب رجلا فريدا، أنفق الدكتور حجى جُل عمره فى صراع مع طيور الظلام، لم يصيبوا منه مغنما، وكلفهم خسائر فادحة فى معركة كسر عظم، عظامه عصية على السرطان.
نذر قلمه ومؤلفاته لهدم البناية الفكرية للجماعات الإرهابية، بإجهاض مخططها الظلامى للسيطرة على العقول المسجونة فى غَيَابَاتِ الْجُبِّ الدينى.
جحافل الظلام جيشت فلولها المتسربلة بالسواد، المتمنطقة بالخرافة، للنيل من منظومته الفكرية الناصعة، لم تظفر منه كتائب الخلافة الموهومة ما يُسَاوِى قُلاَمَةَ ظُفْرٍ.
عادة يخرج من المعارك الطاحنة هادئا، واثق الخطوة يمشـى ملكا، لسان حاله كما لسان حال الممثلة النيبالية سفيرة للأمم المتحدة للنوايا الحسنة «مانيشا كويرالا»: «السرطان أشعل روحى بالتأكيد. لقد جعلنى أدرك أن كل إنسان لديه القدرة على التغلب على نكسة هائلة».
سرطان العظام تسلل إلى مفاصل المفكر الموسوعى، لكنه لم ينل من خلايا عقله المتقد، يقاوم بعقله ما استطاع إليه سبيلا، ويخضع لعلاجات هرمونية، يعالج بحقن وأقراص، وجلسات يومية للعلاج الإشعاعى Radio Therapy.
عجيب أمره يحدثك عن السرطان الذى يجتاحه ألما بحميمية مستغربة، وكأنه صديق ثقيل الظل، جد تجربة مؤلمة التى يمر بها الدكتور حجى، لكنه غير متأثر نفسيا: «يمكن للسرطان أن يسلب كل قدراتى البدنية، لا يمكن أن يلمس عقلى، ولا يمكن أن يلمس قلبى، ولا يمكن أن يلمس روحى، والمقولة منسوبة للاعب السلة الأمريكى الذى قاوم السرطان، جيم فالفانو».