متابعات ـ هاني فريد
الذهب يزداد بريقا ويقفز إلى أرقام لم تألفها شاشات التداول مع سعي المستثمرين للتحوط من التضخم العنيد.
ورغم أن المعدن الأصفر لا يزال دون أعلى مستوى له على الإطلاق البالغ 3000 دولار للأوقية والذي سجله في عام 1980 إلا أنه يتحرك حول 2295 دولارا للأوقية وهو مستوى مرتفع مقارنة بسنوات ماضية.
فانيننشال تايمز تقول إن أسعار الذهب ترتفع مع استجابة المتعاملين لإشارات بأن الفيدرالي الأمريكي يستعد لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري حتى مع بقاء التضخم فوق مستهدف البنك.
المعدن تلقى دعما كذلك من المخاوف بشأن احتمال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.. ومنذ منتصف فبراير 2024.. ارتفع الذهب بنسبة 15 %.
اثنان من مسؤولي الفيدرالي يرون أن تخفيض أسعار الفائدة ثلاث مرات خلال 2024 ستكون معقولة، على الرغم من أن أكبر اقتصاد في العالم يواصل أداءه القوي، مع ارتفاع أسعار المستهلكين بشكل طفيف في فبراير.
الذهب، الذي لا يدر عائدا للمستثمرين، يميل للاستفادة من انخفاض ما يسمى بأسعار الفائدة الحقيقية أو تكاليف الاقتراض المعدلة بحسب أرقام التضخم.
الصحيفة البريطانية نقلت عن محلل المعادن الثمينة في بنك UBS جوني تيفيس إن توقع انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية لا يزال محركا مهما للتوقعات الصعودية للذهب.
التجار يشترون الذهب لحماية أنفسهم من مخاطر ارتفاع التضخم، الأمر الذي من شأنه أن يدفع أسعار الفائدة الحقيقية إلى الانخفاض.
وارتفع خام برنت، وهو مؤشر النفط العالمي، بنحو 18 % منذ منتصف فبراير ليصل إلى ما يقرب من 90 دولارا للبرميل، مما أثار القلق بشأن انتعاش التضخم.
الخبير الاستراتيجي في بنك أوف أمريكا مايكل ويدمر قال إن السوق ترى أن الفيدرالي مستعد لاستيعاب ارتفاع التضخم عندما يخفض أسعار الفائدة.
الذهب يواصل مكاسبه على الرغم من قول رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيرمي باول إن مهمة البنك المركزي في خفض التضخم “لم تنته بعد”.
كبير تجار المعادن الثمينة في شركة هيرايوس ألكسندر زومبفي، قال إن الاقتصاد الأمريكي مفاجئ بأدائه القوي، الأمر الذي من شأنه أن يجعل أول خفض لسعر الفائدة في يونيو أقل احتمالا وبالتالي يؤثر على سعر الذهب لكن يبدو كما لو أن الذهب يحول كل تطور في السوق إلى زيادة في الأسعار.
المستثمرون بدأوا في إيلاء اهتمام متزايد للذهب كآلية حماية ضد المخاوف بشأن ارتفاع مستويات الديون الأمريكية، وهو الأمر الذي سيكون محور التركيز في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية في أكبر اقتصاد بالعالم.
وقد حصل ارتفاع الذهب على مزيد من الزخم من قبل المستثمرين الذين يشترون خيارات الاتصال في سوق العقود الآجلة، بهدف الاستفادة من الارتفاع المدفوع بالطلب الشره من البنوك المركزية والمستهلكين الصينيين، الذين يقتنصون الذهب عند مستويات قياسية.
محللون يرون أن التصعيد في الشرق الأوسط يزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.. وآخرون يحذرون من أن ارتفاع الذهب من نحو 1800 دولار للأونصة قبل ستة أشهر يبدو مبالغًا فيه، لا سيما في ضوء خطر تخفيض البنوك المركزية الكبرى أسعار الفائدة بشكل أبطأ من المتوقع بسبب ارتفاع التضخم