ميرنا نور الدين جاءت من زمن المبدعين
دنيا زاد، زوجة مؤسس جماعة الحشاشين، الحسن بن الصباح.
كان لزامًا على من يختار رفيقة دربٍ شخصيةٍ مركبةٍ الأبعاد والإمكانات كشخص الحسن بن الصباح أن يتخير فنانةً ذاتَ ملامحٍ وصفاتٍ مفعمةٍ بالمفاتنِ وطاغيةٍ الإمكانياتِ الفنية؛ دنيا زاد، التي آمنت برسالة الحسن بن الصباح، وذابت فيه عشقًا، وبمحض إرادتها اختارت أن تشقَّ معه الجبالَ والسهولَ والأوديةَ، وترتفع معه في أضواءِ بلاطِ السلاطين بلا طمعٍ في غيره رجلاً دون رجالِ الأرض، إلى ظلماتِ المطاردةِ من أعتى سلاطينِ الأرضِ وجيوشِها بلا خوفٍ أو ترددٍ أو مللٍ من رفقته، وتحولٍ رهيبٍ إلى النقيضِ بعدَ أن قتلَ ابنهما “الحسين” لتمتزجَ مشاعرُ كرهها له برغبةٍ في الانتقامِ منه والكفرِ بكل ما يدعو له الصباح.
ميرنا نور الدين، فنانةٌ قلما يجودُ بها الزمانُ في قدراتها الفنيةِ الخارقةِ في وصفِ كلِّ هذه الحالاتِ بنفسِ الدقةِ والإبداعِ والأناقةِ، ولم تنكسر مواهبُها ولو للحظةٍ أو في مشهدٍ.
لأجلِها توحدنا في عشقِها لهذا الطاغية، وأعجبتنا حيلُ دنيا زاد في مساعدةِ الصباحِ في الترقي، وانكسرنا بوجعِ الأمِّ فيها حينَ شاهدتْ مقتلَ ابنها على يدِ أبيهِ وزوجها وحبيبِ عمرها، ولأجلِها عدنا لأدراجِنا نمقت هذا الطاغوت المدعو الحسن بن الصباح.
أصبحت ميرنا نور الدين ممن نشتاقُ لرؤيةِ هذا العملِ لأجلِها، وعلى يقينٍ أنَّ هذه الفنانةَ البديعةَ لديها من القدراتِ ما يمكنُها من إمتاعِنا في أعمالٍ أخرى قادمةٍ لتسقينا من إبداعاتِها.
شكرًا ميرنا نور الدين على كلِّ هذا الحضورِ وكل هذه المتعة.