متابعات ـ هاني فريد
قالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفيرة سها جندي، إن المصريين بالخارج ركيزة أصيلة من ركائز الأمن القومي المصري، وتحرص الوزارة على تعزيز ولائهم وانتمائهم للوطن، والاستفادة من خبرات آلاف العلماء والخبراء منهم المقيمون بمختلف دول العالم.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقدته وزيرة الهجرة عبر الـ «فيديو كونفرانس» مع رموز وأبناء الجالية المصرية في كل من اليابان وكوريا الجنوبية، ضمن مبادرة “ساعة مع الوزيرة” في إطار استراتيجية وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج للتواصل وتعزيز ربط المصريين بالوطن الأم وتذليل ما يواجهونه من تحديات، وإشراكهم في جهود واهتمامات الدولة، وذلك بحسب بيان اليوم الأحد لوزارة الهجرة.
وشارك في هذا اللقاء السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، والسفير محمد أبو بكر، سفير مصر في اليابان، والسفير خالد عبد الرحمن، سفير مصر في كوريا الجنوبية، وعدد من ممثلي وزارات ومؤسسات الدولة المصرية.
وهنأت سها جندي، في مستهل اللقاء، أبناء الجاليتين بمناسبة شهر رمضان الكريم، والذي حل هذا العام بالتوازي مع الصوم الكبير، في سيمفونية دينية وطنية يحتفي المصريون بها بكل محبة وتسامح، كما
هي عادة أبناء الوطن منذ فجر التاريخ.
ونوهت سها جندي إلى الحرص علي تطوير قواعد البيانات لدى وزارة الهجرة، والتي يتم تحديثها أولاً بأول وتضمينها بكل عناصر القوى الناعمة من أبناء مصر للاستفادة بخبراتهم العلمية وإبراز تميزهم وإشراكهم في عملية التنمية المستدامة بالبلاد وتحقيق التقدم والحياة الكريمة المنشودة للجميع.
ولفتت إلى البدء في تشكيل لجنة علمية من خبراء الملكية الفكرية من الجاليتين ومختلف الخبراء المصريين من الدول الأخرى ضمن “مجلس الخبراء والعلماء التابع لوزارة الهجرة” ومجلس شباب الخبراء والعلماء التابع لمركز ميدسي، لمناقشة خلق دائرة مستدامة من الإجراءات لحماية حقوق الملكية الفكرية في مصر.
وأكدت حرص وزارة الهجرة على الاستماع إلى مقترحاتهم وأفكارهم الثرية، مستعرضة المحفزات التي قدمتها الوزارة حتى الآن بالتعاون مع وزارات ومؤسسات الدولة المصرية، ومن بينها مبادرة “سيارات المصريين بالخارج” والتي تم مدها حتى 28 أبريل 2024، مشيرة إلى أنه تم تذليل عدد من المشكلات والتحديات التي كان يعاني منها المصريون بالخارج، حيث طلبت من الراغبين في المشاركة في مبادرة سيارات المصريين بالخارج ولا يستطيعون بسبب حظر التحويل النقدي لغير الأقارب من هذه الدول، أن يسارعوا بالتسجيل على التطبيق قبل نهاية المبادرة، حتى يتم حل هذه الإشكالية.
ولفتت إلى الوصول لحل والسماح للجاليات في الدول التي لا تسمح للمصريين بفتح حسابات ويتم تحويل مرتباتهم مباشرة بالعملة الصعبة إلى مصر، بربط الوديعة من الحساب الذي يتم تحويل المرتب عليه في مصر، بعد الحصول على ورقة موثقة من السفارة بذلك، وكذلك إمكانية شراء السيارات من المناطق الاقتصادية الحرة في مصر أو من أي دولة أخرى، طالما كانت عجلة قيادة السيارة المشتراة على اليسار، مع تذليل كافة العقبات التي تواجه الراغبين في الاشتراك في هذه المبادرة، وذلك عبر تطبيق سيارات المصريين بالخارج، عبر الرابط:
أندرويد:
https://play.google.com/store/apps/details?id=com.mcit.eca
أيفون:
https://apps.apple.com/us/app/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC/id6444364022
وتحدثت الوزيرة عن توفير أراض ووحدات سكنية متميزة بتخفيض 25٪ للدفع بالدولار بالتعاون مع وزارة الإسكان، وتخفيضات تذاكر الطيران حتى 33% للزوجة و٢ من الأبناء حتى سن 15 سنة على مدار نحو 216 يوما في العام، وكذلك مبادرة التسوية التجنيدية، والتي سيتم فتح باب التسجيل فيها اعتبارًا من أول مايو 2024 ولمدة شهرين، ويتم استقبال كافة الطلبات على الموقع للمصريين بالخارج ممن حل عليهم الدور في سن التجنيد اعتبارًا من سن (١٨ عامًا) من تاريخ التسجيل على الموقع وحتى سن (٣٠ عامًا)، وكذا ممن تجاوزوا سن (٣٠ عامًا) لتسوية موقفهم التجنيدي طبقًا للموقف، ويتم التسجيل عبر الرابط:
https://www.tagneedinit.gov.eg
واستعرضت وزيرة الهجرة، الجهود المبذولة لإنشاء الشركة الاستثمارية للمصريين بالخارج التي يديرها المصريون بالخارج بأنفسهم دون تدخل من الدولة، حيث تمت تسمية مجلس إدارة الشركة والمجموعة المؤسسة، بجانب الاتفاق مع مكاتب الاستشارات المالية والقانونية، بعد تسجيل الشركة في الهيئة العامة للاستثمار، بجانب إتاحة الفرصة لمختلف فئات المصريين بالخارج للاكتتاب وشراء الأسهم في الشركة الواعدة.
وفيما يتعلق بتعزيز المسارات البديلة لتحويلات للمصريين بالخارج، نوهت الوزيرة إلى طرح شهادات الادخار البنكية بالدولار بعوائد مرتفعة تصل إلى ٧٪ و٩٪ ، ووثيقة «معاش بكره بالدولار»، والتي صدرت بالتعاون بين وزارة الهجرة والهيئة العامة للرقابة المالية وشركة مصر لتأمينات الحياة، حيث يبدأ بيع الوثيقة للأشخاص من سن 18عاما وحتى 59 عاما، ويبلغ الحد الأدنى لقسط التأمين الوحيد 500 دولار أمريكي، والحد الأقصى 10 آلاف دولار لكل وثيقة خلال العام، ويمكن الاشتراك فيها عبر الرابط:
https://www.misrlife.com/DigitalInsurance_R3/MainSite/ePortal5Core/ePortal5.aspx?AppID=MLI&PortalPageID=PortalPageID&ChannelID=Responsive#/AR/MLILogin
وأكدت سها جندي حرص الوزارة على تخصيص حزم من برامج التأمينات الاجتماعية، بالتعاون مع هيئة التأمينات والمعاشات، والتي يمكن للمصريين بالخارج المشاركة فيها والاستفادة من مزاياها بما في ذلك العمالة غير المنتظمة من المصريين بالخارج، موضحة أنه يجري العمل على إنشاء صندوق للطوارئ بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي، لتبني استراتيجية تكافلية لخدمة المصريين بالخارج أثناء الأزمات في الخارج.
وانطلاقا من الإيمان بتمكين الشباب، وفي إطار الاستراتيجية الوطنية لشباب مصر الدارسين في الخارج، استعرضت السفيرة سها جندي جهود مركز وزارة الهجرة لشباب المصريين بالخارج «ميدسي» وحرصها على إدارة هذا الملف، في إطار الدور المنوط بالوزارة في ربط شباب الدارسين المصريين بالخارج بوطنهم الأم والعمل على تلبية احتياجاتهم والاستفادة من خبراتهم.
وشددت على أهمية دور ممثلي المركز في التعامل ومساعدة ذويهم في مناطق الصراع المختلفة وإنقاذ أرواح الشباب المصري في مناطق النزاعات المسلحة، لافتة في ذلك إلى سيمفونية العمل التي تم إدارتها في وزارة الهجرة وعلى المستوى الوطني لإنقاذ أبنائنا في السودان وروسيا وأوكرانيا وإعادتهم إلى مصر بالسلامة وإدماجهم في نظام التعليم المصري، مستعرضة جهود اللجنة الوطنية الدائمة برئاسة وزارة الهجرة لإدماج أبنائنا العائدين من مناطق النزاعات في نظام التعليم العالي بمصر.
وتناولت جهود الوزارة في ملف التدريب من أجل التوظيف ودعم المناطق الأكثر احتياجا والمحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، مسلطة الضوء على الترتيبات الجارية لتأسيس “المركز المصري للهجرة”، ليضم كافة الجهات المعنية بالتدريب، من أجل التوظيف والعمل على خلق الفرص البديلة لشبابنا لإثنائهم عن فكرة السفر بطريقة غير شرعية، وتحقيق تنمية مجتمعية من خلال توفير فرص تدريب وتأهيل وتشغيل للشباب بالداخل والخارج خاصة من القرى الأكثر فقرًا والأكثر احتياجًا، وذلك ضمن المبادرتين الرئاسيتين: مراكب النجاة وحياة كريمة.
وتحدثت عن جهود المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، والذي يعد نموذجا ثريا للتعاون من أجل التنمية، حيث تنتشر فروعه لخدمة شبابنا في المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، وسعي الكثير من الشركاء للتعاون لإنشاء مراكز مماثلة، ومن بينهم المملكة العربية السعودية، اليابان، هولندا، أستراليا، الاتحاد الأوروبي، وغيرهم بحيث تدرب الأبناء على مستويات العمل التي تجعلهم أكثر منافسة في هذه الأسواق ليتم إلحاقهم للعمل بها بموجب عقود رسمية.
وفي نفس السياق، أوضحت أن اليابان وكوريا الجنوبية متميزتين للغاية في العديد من المجالات التقنية، والتي نحرص في مصر على السير بخطى ثابتة في طريقها، لفتح الأسواق الخارجية للعمالة المصرية المؤهلة فنيا وثقافيا، منوهة بأن مصر لديها تجربة جيدة مع المدارس اليابانية، بجانب جامعة يابانية فاخرة بمدينة برج العرب، وتعد مركزا لتعليم وتأهيل الطلاب تقنيا.
كما أكدت وزيرة الهجرة حرصها على الاستجابة لمطالب المصريين بالخارج، فيما يتعلق بمد الإجازات وفتح الإعارات، حيث جاءت موافقة مجلس الوزراء على إطلاق منصة متخصصة لطلب الإعارات والأجازات، بالتعاون مع وزارة الاتصالات والعدل، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.
وقالت:” إن المصريين بالخارج حريصون على نقل ما يكتسبونه من خبرات إلى أرض الوطن، وهذا ما شاهدناه أثناء فعاليات مؤتمر المصريين بالخارج، من حرص على المشاركة في بناء الجمهورية الجديدة، ليكونوا جزءا من التنمية الشاملة والمستدامة في مصر”.
ونوهت وزيرة الهجرة إلى أن كل هذه المحفزات وغيرها الكثير، ستكون متاحة عبر التطبيق الهاتفي الإلكتروني الخاص بالمصريين بالخارج، والذي من المقرر أن ينطلق قريبا، لطرح مختلف الخدمات والمحفزات للمصريين بالخارج من خلاله، بجانب تخصيص قسم في التطبيق لإتاحة السلع والمنتجات التي يرغب المصريون بالخارج في شرائها، من سلع ومنتجات يدوية وتراثية، بجانب تخصيص أيقونات للتبادل البحثي وتبادل الخبرات، ضمن جهود الوزارة لإدماج المصريين بالخارج في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفيما يتعلق بتعزيز ثقافة وهوية أبناء المصريين بالخارج، استعرضت الوزيرة جهود وأنشطة الوزارة في المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي”، وفي هذا الصدد، يتم نشر حلقات وقصص توعوية مبسطة بالتعاون مع الكاتبة والأديبة سماح أبو بكر عزت، بعنوان “حواديت ماما سماح” لأطفال المصريين بالخارج من أجل تعزيز الانتماء لديهم وتعليمهم اللغة العربية واللهجة المصرية بأسلوب ممتع وشيق ومبسط، يمكن متابعة صفحة الوزارة عبر الرابط:
https://www.facebook.com/Moemigegy?mibextid=ZbWKwL
من ناحيته، أوضح السفير محمد أبو بكر، السفير المصري باليابان، أن الجالية المصرية في اليابان متميزة للغاية، حيث تضم العديد من الأكاديميين والخبراء ، مشيرا إلى أن هناك تبادلا للخبرات بين العلماء المصريين في اليابان والعلماء المصريين بالداخل، إلى جانب إسهام الجالية المصرية في اليابان بدور متميز في المجتمع الياباني، لتعزيز التبادل الحضاري والثقافي.
وأكد أن شركات السياحة تتطلع لوجود خطوط منتظمة للطيران إلى مصر، مشدداً على أن الاستدامة في تشغيل خطوط مصر للطيران من شأنها أن تعيد السياحة اليابانية إلى مصر بكثافة، موضحاً أن الحضارة المصرية في قلب وفكر كل ياباني إذ يعد زيارة مصر هدفاً يتعين أن يقوم به في رحلة العمر.
بدوره، أوضح السفير خالد عبد الرحمن، سفير مصر في كوريا الجنوبية، أن أبواب السفارات المصرية بالخارج مفتوحة لكل مصري حول العالم، مشيرا إلى دعم أبناء الجالية لتعزيز التعاون وتبادل الاستثمارات بين مصر وكوريا، كما أن أبناء الجالية على تواصل مستمر مع الوطن الأم.
وأشار السفير خالد عبد الرحمن إلى أن الجالية المصرية في كوريا الجنوبية متنوعة التخصصات في المجال العلمي وريادة الأعمال والاستثمارات، وهناك حرص من المصريين على الترويج للمعالم السياحية المصرية التاريخية، مشيدا بجهود وزيرة الهجرة في تدريب وتاهيل الشباب، لفتح المزيد من الأسواق العالمية، بالإضافة إلى السوق الكوري المنفتح على المزيد من العمالة، ما تعد فرصة متميزة للعمالة المصرية.
وطالب بضرورة تشغيل رحلة من سول للقاهرة والعودة حتى ولو مرة في الأسبوع وزيادتها بعد الاختبار، حيث يعشق المواطن الكوري السياحة المصرية كما أن هناك الكثير من الاستثمارات الكورية المنتشرة بمصر والتي تحتاج إلى الدفع بطيران مباشر مستدام، حتى وإن بدأنا مبدئيا بتشغيل خط عن طريق طوكيو.
وفي السياق ذاته، ناقش أبناء الجاليتين المصريتين في كوريا الجنوبية واليابان، خلال اللقاء، عددًا من المقترحات حول تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات بين مصر والبلدين خاصة في مجال صناعة السيارات، حيث رحبت وزيرة الهجرة بفتح قنوات تواصل رسمية مع الوزارات والمؤسسات المعنية، لبحث سبل تطبيق هذه المقترحات.
وأشار عدد من أبناء الجالية إلى المشروعات التعليمية التي يعملون عليها في دولتي كوريا الجنوبية واليابان، مؤكدين حرصهم على تعزيز الهوية الوطنية بين أبناء المصريين بالخارج، حيث عرضوا التعاون بصدد المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي”.
وتطرق النقاش بين الوزيرة سها جندي وأعضاء الجالية المصرية في كوريا الجنوبية واليابان إلى أهمية وجود خط طيران مباشر للدولتين، وفي هذا الصدد واستجابة لطلب السفراء وأبناء الجاليتين المصريتين في كوريا الجنوبية واليابان، تعهدت وزيرة الهجرة بالتواصل مع وزير الطيران، للنظر في توفير رحلات مباشرة من القاهرة إلى سول واستدامة تلك التي تنطلق من طوكيو، أو أن يكون نفس الخط يمر على المدينتين لما له من أهمية لتعزيز الاستثمارات والتبادل التجاري، وتوفير رحلات شارتر من سول إلى طوكيو، ومنها إلى القاهرة، لتعزيز السياحة.